Nehcü'l-Belağa Şerhi

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
157

Nehcü'l-Belağa Şerhi

شرح نهج البلاغة

Araştırmacı

محمد عبد الكريم النمري

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

وأما الأسر الثاني في الإسلام ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدمت كندة حجاجا قبل الهجرة ، عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم ، كما كان يعرض نفسه على أحياء العرب ، فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ولم يقبلوه ، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم وتمهدت دعوته ، وجاءته وفود العرب ، جاءه وفد كندة ، فيهم الأشعث وبنو وليعة ، فأسلموا ، فأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني وليعة طعمة من صدقات حضرموت ، وكان استعمل على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري ، فدفعها زياد إليهم ، فأبوا أخذها ، وقالوا : لا ظهر لنا ، فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك ، فأبى زياد ، وحدث بينهم وبين زياد شر كاد يكون حربا ، فرجع منهم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكتب زياد إليه عليه السلام يشكوهم .

وفي هذه الوقعة كان الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لبني وليعة : ' لتنتهن يا بني وليعة ، أو لأبعثن عليكم رجلا عديل نفسي ، يقتل مقاتلكم ، ويسبي ذراريكم ' . قال عمر بن الخطاب : فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول : هو هذا ، فأخذ بيد علي عليه السلام ، وقال : ' هو هذا ' .

ثم كتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زياد ، فوصلوا إليه بالكتاب وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطار الخبر بموته إلى قبائل العرب ، فارتدت بنو وليعة ، وغنت بغاياهم ، وخضبن له أيديهن .

وقال محمد بن حبيب : كان إسلام بني وليعة ضعيفا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك منهم . ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، وانتهى إلى فم الشعب دخل أسامة بن زيد ليبول ، فانتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان أسامة أسود أفطس - فقال بنو وديعة : هذ الحبشي حبسنا ! فكانت الردة في أنفسهم . قال أبو جعفر محمد بن جرير : فأمر أبو بكر زيادا على حضرموت ، وأمره بأخذ البيعة على أهلها واستيفاء صدقاتهم ، فبايعوه إلا بني وليعة ، فلما خرج ليقبض الصدقات من بني عمرو بن معاوية ، أخذ ناقة لغلام منهم يعرف بشيطان بن حجر - وكانت صفية نفيسة ، اسمها شذرة - فمنعه الغلام عنها . وقال : خذ غيرها ، فأبى زياد ذلك ولج ، فاستغاث شيطان بأخيه العداء بن حجر ، فقال لزياد : دعها وخذ غيرها ، فأبى زياد ذلك ، ولج الغلامان في أخذها ، ولج زياد وقال لهما : لا تكونن شذرة عليكما كالبسوس فهتف الغلامان : يا لعمرو ! أنضام ونضطهد ! إن الذليل من أكل في داره . وهتفا بمسروق بن معدي كرب ، فقال مسروق لزياد : أطلقها ، فأبى ، فقال مسروق :

يطلقها شيخ بخديه الشيب . . . ملمع فيه كتلميع الثوب

ماض على الريب إذا كان الريب

Sayfa 177