شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣١ هـ
Türler
ترتيب السور
قال ﵀: فترتيب السور على ما هو الآن من فعل عثمان وزيد بن ثابت والذين كتبوا معه المصحف، وقد قيل: إنه من فعل رسول الله ﷺ، وذلك ضعيف ترده الآثار الواردة في ذلك (١).
الخلاف في ترتيب السور على قسمين:
١ - منهم من يرى أن العمل من الصحابة.
٢ - منهم من يرى أنه من الرسول ﷺ.
وإذا رجعنا إلى الآثار التي وردت عن النبي ﷺ نجد أن كثيرًا منها قد جاء بترتيب السور على حسب المعروف عندنا اليوم، يقول ﷺ: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» (٢)، ويقول: «اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران» (٣)، وهي كذلك اليوم في المصاحف.
وما دام النبي ﷺ قد نطق بسورٍ مرتبة حسب ترتيب المصحف، فإن ما لم يرد إلا من طريق الصحابة في عملهم يُحمل على هذا المنصوص عليه، كالوارد عن ابن مسعود ﵁ في قوله: «بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطَهَ وَالأَنْبِيَاءُ هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلاَدِي» (٤).
(١) التسهيل ١/ ٥٣، ٥٤.
(٢) رواه البخاري في صحيحه في كتاب صفة الصلاة، برقم ٧٥٦.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب فضائل القرآن، ورقم الحديث (٨٠٤).
(٤) رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة الأنبياء برقم (٤٧٣٩).
1 / 51