وهذا كله فيما عينه حرف صحيح. فإن كان العين حرف علة، مثل: جوزة وبيضة وطوبة وتينة، فإن جميع ذلك يبقى ساكنًا لثقل الحركة على حرف العلة كما قال سبحانه (ثلاث عوراتٍ لكم)، وقال تعالى: (في روضات الجنات).
وكل ما كان من [هذا] النوع الثالث - أعني الحبليات والسكريات - فإن ألف التأنيث تقلب فيه ياء. وإنما قلبت ياء، ولم تحذف كما حذفت تاء التأنيث من «مسلمات»، من قبل أن هذه علامة لازمة للتأنيث تتنزل منزلة الجزء من الكلمة. بدليل قولهم: حبلى وحبالى، وكسرى وسكارى. فلذلك ثبتت ولم تحذف. ولما أن تثبت قلبت ياء فقلت «حبليات» [بتحريك الياء].
لأنك لو بقيتها ساكنةً لانحذفت لالتقاء الساكنين، فوجب قلبها ياء. ولم تقلب واوًا ليفرق بينها وبين الألف الممدودة.
وكل ما كان من [هذا] النوع الرابع مثل صحراء وصحراوات، فإنك تبدل همزته واوًا في هذا الجمع فرقًا بينها وبين المقصورة. والعلة في ثباتها كالعلة في ثبات المقصورة. ولا يجمع من هذا النوع شيء بالألف والتاء وهو صفة، مثل حمراوات وصفراوات. وإنما يجمع ما كان اسمًا لا صفةً، مثل: الصحراء والصحراوات، والخنفساء والخنفساوات.
فإن قيل: فقد قال النبي ﷺ: «ليس في الخضراوات صدقة». قيل: الخضراوات هنا اسم للبقولات، ولم يقصد بها قصد
1 / 112