الفضل، والتفنّن في العلوم، وقد لقّبوه بـ"فخر خوارزم" كما سبق القول.
قال السيوطيّ: "كان واسع العلم، كثير الفضل، غايةً في الذكاء وجودة القريحة، متفننًا في كل علم" (١).
وقال ابن خلكان: "الإِمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان. كان إمام عصره من غير مدافع تشدّ إليه الرحال في فنونه" (٢).
وقال القفطيّ: "وكان ﵀ ممّن يضرب به المثل في علم الأدب والنحو واللغة ... وما دخل بلدًا إلّا واجتمعوا عليه وتلمذوا له، واستفادوا منه. وكان علاّمة ونسّابة العرب، أقام بخوارزم تُضرب إليه أكباد الإبل، وتحطّ بفنائه رحال الرجال، وتُحدى باسمه مطايا الآمال" (٣). وقال في مكان آخر: "وكان الزمخشريّ أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، وأكثرهم أنسًا واطلاعًا على كتبها، وبه ختم فضلاؤهم" (٤).
وقال ياقوت الحموي: "كان إمامًا في التفسير والنحو واللغة والأدب، واسع العلم، كبير الفضل، متفننًا في علوم شتَّى" (٥).
وقال الشريف السيد الفاضل الكامل أبو الحسن علي بن عيسى بن حمزة الحسنيّ [من الطويل]:
جميعُ قرى الدنيا سوى القريةِ التي ... تبوَّأها دارًا فداءُ زمَخْشَرا
وأَحْرِ بأَنْ تُزْهى زمَخْشَرُ بامْرِىءِ ... إذا عُدَّ في أُسْدِ الشَّرى زَمَخَ الشَّرَى (٦)
وقال محمَّد طيب المكي صاحب "الوشاح الحامدي المفصّل على مخدرات المفصّل": "أستاذ الدنيا، فخر خوارزم، جار الله، العلامة أبو القاسم محمود الزمخشريّ، من أكابر الأمّة، وقد ألقت العلومُ إليه أطراف الأزِمّة، واتفقت على إطرائه الألسنة، وتشرَّفت بمكانه وزمانه الأمكنة والأزمنة" (٧).
٨ - كتاب المفصّل (٨):
شرع الزمخشريّ في تأليف هذا الكتاب يوم الأحد في غرّة رمضان سنة ٥١٣ هـ/
_________
(١) بغية الوعاة ٢/ ٢٧٩.
(٢) وفيات الأعيان ٥/ ١٦٨.
(٣) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦.
(٤) إنباه الرواة ٣/ ٢٧٠.
(٥) معجم الأدباء ١٩/ ١٢٦.
(٦) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٨. والشَّرى: مأسدة، قيل: إنها في جبل سلمى. وزمخَ: تكبَّرَ.
(٧) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٩.
(٨) طبع الكتاب عدّة طبعات، منها بحسب الترتيب الزمنيّ:
- طبعة كريستانيا سنة ١٨٧٩ باعتناء المستشرق السويديّ ج. ب بروخ J.P.Broch (ت ١٨٧٩ م).
- طبعة طهران سنة ١٢٦٩ هـ.=
1 / 16