292

Mishkat Şerhi

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Soruşturmacı

د. عبد الحميد هنداوي

Yayıncı

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

٢٥٣ - وعن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله ﷺ: «من طلب العلم فأدركه، كان له كفلان من الأجر، فإن لم يدركه، كان له كفل من الأجر». رواه الدارمي [٢٥٣].
٢٥٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» رواه ابن ماجه والبيهقي في «شعب الإيمان» [٢٥٤].
ــ
الحديث الخامس عن واثلة: قوله: «فأدركه» وهو أبلغ من لو قيل: حصله؛ لأن الإدراك بلوغ أقصى الشيء، قال الله تعالى: ﴿بل إدراك علمهم في الآخرة﴾ [غب]: قيل معناه بل يدرك علمهم في الآخرة أي إذا حصلوا في الآخرة] لأن ما يكون ظنًا في الدنيا فهو في الآخرة يقين. و«الكفل» الحظ الذي فيه الكفالة أي الضمان، كأنه تكفل بأمره، قال الله تعالى: ﴿يؤتكم كفلين من رحمته﴾.
الحديث السادس عن أبي هريرة ﵁: قوله: «مما يلحق» وهو خبر «إن» أي كائن مما يلحقه، ولا يجوز أن يكون تبعيضيًا لما ينافي الحصر الذي في قوله ﷺ: «ينقطع عمله إلا من ثلاث» كما مر، والجمل المصدرة بـ «أو» من قسم الصدقة الجارية، و«أو» فيها للتنويع والتفصيل. وأما قوله: «أو صدقة أخرجها من ماله» فداخل في الصدقة الجارية، ولإرادة هذا المعنى أتبعه بقوله: «تلحقه من بعد موته». وفي عطف «حياته» على «صحته» إشارة إلى معنى قوله ﷺ في جواب من قال: أي الصدقة أعظم أجرًا؟: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل، حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا» أي صدقة أخرجها في زمان كمال حيويته ووفور افتقاره إلى ماله، وتمكنه من الانتفاع به.

2 / 704