حكاية عن موسى عليه السلام: فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى اقبل ولا تخف انك من الآمنين (1)، ثم إنه ليزداد تعويده بظهور تلك الغواشي إلى أن تصير تلك الغواشي مألوفة له فتطمئن بها (2) نفسه ويسكن إليها قلبه وتسمى حينئذ في عرفهم سكينة حتى تصير بعد أن كانت آثار البهجة باشراق تلك الأنوار في سره ظاهرة عليه وعلامات الأسف والتلهف على فراقه كثيرة لديه بحيث يقل ذلك الظهور فيراه جليسه حال الاتصال بجناب الحق حاضرا عنده في أوقات السفر مقيما معه وهو في الحالين غائب مسافر ولا يزال يتدرج (3) في ذلك بحسب صفاء جوهره واستعداده بالملكة التامة إلى أن يصير له ذلك متى شاء ثم يترقى في ذلك إلى أن يتوقف ذلك الامر على مشيته بل يكون له بمطالعة كل شئ عبرة من غير قصد الاعتبار (4) بتلك المطالعة، فإذا عبر مقام السلوك إلى النيل صار سره كمرآة (5) مجلوة حوذى (6) بها وجه الحق متسعا باشراقه
Sayfa 39