107

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

Yayıncı

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٥م

Türler

وقوله: ﴿وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ﴾ [هود: ٢٧] أي: ليس عندهم تفكير. ويزعمون أنهم هم أهل التفكير وأهل العقول، فلو كان ما جاء به نوح ﷺ حقًا؛ اتبعه أهل الرأي والملأ من الناس، فتركهم له دليل على أنه ليس حقًا. وهذا باطل؛ لأن الغالب أن الذين يكفرون بالحق هم أهل الترف، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [سبأ: ٣٤]، وغالب من يتبع الحق الضعفاء والفقراء؛ لأنهم ليس عندهم تكبر.
فالاستدلال على الشيء بأنه حق باتباع الأغنياء له، أو ذوي الجاه، والاستدلال على أنه باطل باتباع الضعفاء، هذا معيار أهل الجاهلية، لا يجوز أن يتخذ ميزانًا يوزن به معرفة الحق من الباطل؛ ولهذا يقول العلماء: الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.

1 / 112