28

Sharh Madar Al-Usul

شرح مدار الأصول

Soruşturmacı

إسماعيل عبد عباس

Yayıncı

تكوين العالم المؤصل

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1436 AH

((كان خيراً فاضلاً رماه أبو الحسن ابن الفرات بالاعتزال))(١).

فقد عبر ابن حجر عن وصف ابن الفرات له بالاعتزال، بأنَّه رماه مما يدل على عدم موافقته له في ذلك. وقال تقي الدين الغزي الحنفي: ((ونسبه الخطيب إلى أنَّه كان رأساً في الاعتزال، والله أعلم بحقيقة حاله وحال الخطيب، فتعصبه معلوم عفا الله تعالى عنه))(٢).

والذي يظهر من كلام تقي الدين الغزي أيضاً أنَّه غير موافق لما نقله الخطيب من نسبة الاعتزال لأبي الحسن الكرخي، وعبارة ابن حجر أدق لأنَّ الذي رمى الكرخي بالاعتزال، هو ابن الفرات والخطيب البغدادي هو ناقل لهذا القول.

وربما كان السبب في تصور هذا المفهوم الخاطئ في عقيدة الإمام الكرخي، أمور عدة منها:

أولاً: ما فُسر به كلام أبي الحسن الكرخي في رسالته المعروفة بقواعد الكرخي من اعتبار رأي الحنفية أصلاً قائماً بذاته يعارض به النص من القرآن، والحديث، فعلى هذا التفسير، يكون كلام الكرخي قريباً من قول المعتزلة من إعمال العقل وتحكيمه وتأويل بعض الآيات وتطويعها

(١) لسان الميزان: ٤ / ٩٩.

(٢) الطبقات السنية في تراجم الحنفية: ١٣٣/٤.

27