شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

İbn İflili d. 441 AH
145

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Araştırmacı

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Yayıncı

مؤسسة الرسالة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

Türler

أَتَتْهُ المَنَايَا في طَريقٍ خِفِيَّةٍ ... عَلَى كُلَّ سَمْعٍ حَوْلَهُ وَعِيانِ وَلَو سَلَكَتْ طُرْقَ السَّلاحِ لَرَدَّها ... بِطُولِ يَمِيْنٍ واتَّساعِ جَنَانِ الجنان: روح القلب. فيقول، وهو يريد شبيبا: أتته المنايا في طَريق خفية مستترة، محجوبة عن الأبصار متغيبة، لا تدرك بسمع ولا بصر، ولا يستدفع ما يريد منها بشدة حذر. ثم قال: ولو سلكت المنايا إليه طرق السلاح على سبيل القتال والمغالبة، والمعهود من الدفاع والمنازلة؛ لردها عن نفسه بيمين تطول ولا تقصر، وجنان يتسع بالحرب ولا يحصر. تَوَحَّدَهُ المِقْدَارُ بَيْنَ صِحَابِهِ ... على ثَقَةٍ مِنْ دَهْرِهِ وَأَمَانِ وَهَلْ يَنْفَعُ الجَيشُ الكَثِرُ التِفَافُهُ ... عَلَى غَيْرِ مَنْصُورٍ وَغَيْرِ مُعَانِ؟ وَدَىَ ما جَنَى قَبْلَ المَبِيْتِ بِنَفْسِهِ ... وَلَمْ يَدِهِ بالجامِلِ العَكَنَانِ الجامل: القطيع من الجمال، والعكنان: الكثير من ذلك. فيقول: إن شبيبا، وما قدمناه من شرح قتله، توحده المقدار مصمما نحوه، وساق إليه مستعجلا حتفه، وأصحابه مجتمعون، وأنصاره متوافرون، وثقته مستحكمة بما تمكن له من الغلبة، وهو آمن بما أفضى إليه من الهلكة. ثم قال: وهل ينفع الجيش الكثير التفافه على أمير لا يأذن الله بنصره، ولا تتراخى الأيام به في سابق علمه. ثم قال: إنه لم يبت ليلته تلك حتى أدى دية جنايته بتلف نفسه، وعجلت له نقمة عصيانه بمواجهة حتفه، ولم تكن دية ما جناه بالجمال الكثيرة، ولا وقعت على السبيل والمعهود. أَتُمْسِكُ ما أَوْلَيْتَهُ يَدُ عَاقِلٍ ... وتُمْسِكُ في كُفْرانِهِ بعِنَانِ؟ وَيَرْكَبُ ما أَرْكَبْتَهُ مِنْ كَرامَةٍ ... وَيَرْكَبُ لِلعِصْيَانِ ظَهْرَ حِصَانِ!

1 / 145