قال ارسطاطاليس وينبغى قبل ذلك ان نمثل الجوهر ما هو فان الجوهر وان كان يقال على انواع كثيرة لاكنه فى اربعة اكثر ذلك فانه يظن انه الذى هو الانية والكلى ايضا والجنس يظن انه جوهر كل واحد والرابع من هذه الموضوع الاول والموضوع هو الذى تقال الاخر عليه واما ذلك بعينه فلا يقال على غيره ولذلك فلنفحص اولا عن هذا فان الموضوع الاول يظن انه جوهر اكثر من غيره ويقال مثل هذا بنوع ما الهيولى وبنوع اخر الصورة وبنوع ثالث الذى منهما وانما اقول هيولى مثل النحاس وصورة شكل التمثال والذى منهما الصنم بكليته فاذا ان كانت الصورة قبل الهيولى واكثر هوية فانها تكون قبل الذى من كليهما لهذا القول بعينه فقد مثل القول حيننا هذا ما الجوهر وانه لا الذى على موضوع بل الذى عليه الاخر التفسير يريد وينبغى قبل ذلك ان نفصل على كم وجه يقال الجوهر وننظر اى هذه هى علة الجوهر المطلوب ثم قال فان الجوهر وان كان يقال على انواع كثيرة لاكنه فى اربعة اكثر ذلك يريد فان الجوهر وان كان يقال على انواع كثيرة فانه ينحصر فى اربعة انواع مشهورة ثم ذكر تلك الانواع فقال فانه يظن انه الذى هو الانية والكلى ايضا والجنس يظن انه جوهر كل واحد يريد فانه يطلق اسم الجوهر على ماهية الشىء وقد يقال على الكلى المحمول على الشىء من طريق ما هو انه جوهر وكذلك يظن ان الجنس القريب المحمول على الشىء انه جوهر ويشبه ان يكون انما قال ذلك لان القدماء كانوا يختلفون فى هذا المعنى فبعضهم كان يرى ان الكلى العام احق باسم الجوهرية من الكلى الخاص القريب وهذا هو مذهب افلاطون ثم قال والرابع من هذه الموضوع˹ يعنى به شخص الجوهر ولذلك اتى بحده الذى حده به فى كتاب المقولات فقال والموضوع هو الذى تقال الاخر عليه واما ذلك بعينه فلا يقال على غيره يريد وهذا هو الذى تحمل عليه سائر الاشياء ولا يحمل هو على شىء اصلا ثم قال ولذلك فليكن الفحص اولا عن هذا الجوهر يريد ولذلك فلنفحص اولا عن هذا الجوهر الذى هو الموضوع اى عن علته ثم اتى بالسبب فى ذلك فقال فان الموضوع الاول يظن انه جوهر اكثر من غيره˹ فان الموضوع لسائر الاشياء يعترف انه جوهر اكثر من غيره ثم قال ويقال مثل هذا بنوع ما الهيولى وبنوع اخر الصورة وبنوع ثالث الذى منهما يريد والجوهر يقال على الهيولى بجهة ما وعلى الصورة ايضا بجهة اخرى وعلى المجموع منهما بجهة ثالثة وانما قال بنوع ما الهيولى وبنوع اخر الصورة˹ لان الهيولى هى جوهر من حيث هى موضوعة للصورة والصورة جوهر من حيث هى مقومة للموضوع والمركب منهما جوهر من قبل انه مركب منهما ثم اتى بمثال ذلك فقال وانما اقول هيولى مثل النحاس وصورة شكل التمثال والذى منهما الصنم بكليته يريد واعنى بالهيولى مثل النحاس الموضوع للتمثال وبالصورة مثل شكل التمثال وبالمركب منهما مثل الصنم المجموع من النحاس والشكل ثم قال فاذا ان كانت الصورة قبل الهيولى واكثر هوية فانها تكون قبل الذى من كليهما يريد فان كانت الصورة متقدمة فى الوجود على الهيولى واكثر فى باب الهوية لكون الهيولى موجودة بالقوة والصورة موجودة بالفعل فانها تكون متقدمة ايضا على المركب من كليهما لان المركب من كليهما انما يكون موجودا بالفعل من قبل الصورة وهذا هو الذى دل عليه بقوله بهذا القول بعينه اى ان الجهة التى صارت الصورة بها متقدمة على الهيولى هى بعينها الجهة التى صارت بها متقدمة على المركب من كليهما وانما اراد انه اذا كانت الصورة متقدمة على المركب من المادة والصورة وكان المركب جوهرا فالصورة احق باسم الجوهرية من المركب ثم قال فقد مثل القول حيننا هذا ما الجوهر وانه لا الذى على موضوع بل الذى عليه الاخر يريد فقد رسمنا الجوهر الاول الذى الكلام فيه بانه الذى لا يحمل على شىء اصلا وتحمل عليه سائر الاشياء
[8] Textus/Commentum
Sayfa 770