شرح لمعة الاعتقاد للمحمود
شرح لمعة الاعتقاد للمحمود
Türler
ترتيب سور وآيات القرآن الكريم
ثم قال: [وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات] .
القرآن كما هو معلوم سور، وأما تقسيم السور وترتيب الآيات فهو توقيفي لم يكن عن اجتهاد الصحابة ﵃ وأرضاهم، وإنما كان بأمر الرسول ﷺ، إنما اختلف العلماء في مسألة ترتيب السور في المصحف، هل هو ترتيب اجتهادي من عند الصحابة أم أن الأمر موقوف على رسول الله ﷺ؟ والذي يترجح -والعلم عند الله تعالى- أن ترتيبها أيضًا ليس عن اجتهاد من الصحابة، وإنما هو عن أمر الرسول ﷺ، وأن الرسول ﷺ أمر الصحابة أن يقرءوا القرآن على العرضة الأخيرة التي عرضها عليه جبريل، فإن جبريل في رمضان الأخير الذي انتقل الرسول ﷺ بعده إلى الرفيق الأعلى دارس النبي ﷺ بالقرآن مرتين، فلابد أن يكون الرسول ﷺ قد بلغ أولئك الصحابة تلك العرضة الأخيرة، ومنها ترتيب سور القرآن.
وقوله: (وهو سور محكمات)، لا شك أن القرآن كله محكم كما بينا.
وقوله: (وآيات بينات) أي: واضحة الدلالات.
وقوله: (وحروف وكلمات) لا شك أيضًا أن القرآن حروف وكلمات، ومن قال: إن كلام الله تعالى ليس بحرف ولا صوت فإنه مخطئ، بل كلام الله حروف، والقرآن حروف، وسيأتينا الأدلة الكثيرة التي تدل على أن هذا القرآن العظيم حروف، وأما أولئك الذين قالوا: إن الله يتكلم بغير حرف ولا صوت، أنكروا الأدلة الظاهرة، فما أوصلهم إلى مثل هذا إلا اعتقادهم الفاسد أن كلام الله ﷾ إنما هو الكلام النفسي القائم بذاته.
إذًا: القرآن الكريم حروف وكلمات، فالله ﷾ تكلم به، ونحن نتلوه، وهو كلام الله ﷾.
7 / 11