شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

Abdul Rahman bin Saleh Al Mahmoud d. Unknown
107

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

Türler

دليل آخر على العلو ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: [وروى أبو داود في سننه أن النبي ﷺ قال: (إن ما بين السماء إلى السماء مسيرة كذا وكذا -وذكر الخبر إلى قوله- وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك)] . هذا الحديث أيضًا رواه الترمذي وحسنه، وبعض العلماء تكلم في إسناده، ورواه أيضًا أبو داود وابن ماجة وغيرهم. وهذا الحديث أيضًا دال على إثبات صفة العلو لله ﷾، ففيه: (أن ما بين السماء إلى السماء مسيرة كذا)، أي: خمسمائة عام؛ ولكن الشاهد قوله: (وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك)، وهذا نص صريح على أن العرش فوق السماوات، وأن الله ﷾ فوق العرش، وهذا دليل على إثبات صفة العلو لله ﷾. فهذه بعض الأدلة على إثبات صفة العلو لله ﷾، وبقيت الإشارة إلى أن الأدلة في هذا كثيرة؛ فأحاديث النزول دالة على العلو، فقوله ﷺ: (ينزل ربنا) يدل على أن الله في السماء، وهكذا أحاديث العروج والصعود إليه، كما في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر:١٠]، وقوله: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج:٤]، أي: إلى الله ﷾. والنبي ﷺ -كما في الصحيحين وغيرهما- عرج به إلى الله ﷾ حتى بلغ سدرة المنتهى، وكلمه ربه ﵎ من غير واسطة. وهذه الأدلة تزيد على ألف دليل، وكلها دالة على أن الله ﷾ في العلو، ونحن نثبت ذلك ونقول: إن الله ﷾ في علو فوق السماوات على العرش استوى، وأنه ﷾ فوق خلقه بائن منهم، ومع ذلك لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه. ونكتفي بهذا، ونسأل الله ﷾ التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

5 / 16