Sharh Kitab al-Tawheed min Sahih al-Bukhari - Al-Ghunayman

Abdullah bin Muhammad Al-Ghunayman d. Unknown
103

Sharh Kitab al-Tawheed min Sahih al-Bukhari - Al-Ghunayman

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

Yayıncı

مكتبة الدار

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٥ هـ

Yayın Yeri

المدينة المنورة

Türler

وقوله: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ﴾ قال الحليمي: "معناه أنه يدرك الأشياء على ما هي عليه، وإنما وجب أن يوصف -عز اسمه- بالعالم؛ لأنه قد ثبت أن ما عداه من الموجودات فعل له، وأنه لا يمكن فعل إلا باختيار وإرادة، والفعل على هذا الوجه لا يظهر إلا من عالم، كما لا يظهر إلا من حي" (١) . فقوله: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ﴾ أي المختص بعلم الغيب، فلا يشاركه فيه أحد. قال ابن جرير: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه ﴿فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾ فيعلمه أو يريه إياه ﴿إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾ فإنه يظهره على ما يشاء من ذلك (٢) . وقال القسطلاني: "عالم الغيب فلا يطلع على غيبه أحدًا من خلقه إلا من ارتضى من رسول لإطلاعه على بعض الغيب؛ ليكون إخباره عن الغيب معجزة له" (٣) . وقوله: و﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ الواو ليست من الآية، إنما جاء بها للعطف. والمعنى: أن علم وقت مجيء الساعة - الذي هو النفخ في الصور- لا يعلمه إلا الله -تعالى- وحده، فهو خاص به -تعالى- لا يشاركه فيه أحد. قال الخازن: "ومعنى الآية: أن الله عنده علم الساعة، فلا يدري أحد من الناس متى تقوم، في أي سنة، أو أي شهر أو أي يوم، ليلًا أو نهارًا" (٤) . وقوله: ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ أي: أنزل القرآن، عالمًا بما يترتب على إنزاله من الخير

(١) "المناهج" (١/١٩١) . (٢) "تفسير الطبري" (٢٩/١٢١) . (٣) "إرشاد الساري" (١٠/٣٦٣) . (٤) "تفسير الخازن" (٥/٢٢٠) .

1 / 105