شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
Yayıncı
مدار الوطن للنشر
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
1427 AH
Yayın Yeri
الرياض
Türler
Diğer Mezhepler
Son aramalarınız burada görünecek
شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
Muhammad ibn al-Uthaymeenشرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية
Yayıncı
مدار الوطن للنشر
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
1427 AH
Yayın Yeri
الرياض
Türler
ولذلك كان يستعمل الرجل لمصلحة راجحة، مع أنه قد يكون(١) مع الأمير مَن هو أفضل منه في العلم والإيمان.
وهكذا أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه، ما زال يستعمل خالدًا في حرب أهل الرَّدة، وفي فتوح العراق والشام، وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقد ذُكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها، بل عَتَبه(٢) عليها لرجحان المصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه؛ لأن المتولِّ الكبير إذا كان خُلُقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خُلق نائبه يميل إلى الشدة، وإذا كان خُلقه يميل إلى الشدة، فينبغي أن يكون خُلق نائبه يميل إلى اللين، ليعتدل الأمر(٣).
ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يؤثر استنابة خالد، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد
(١) في خـ: ((قد كان)) مكان «قد يكون».
(٢) في خـ: عاتبه.
(٣) هذه حكمة. إذا كان الأمير شديدًا ينبغي أن يكون نائبه ليِّنًا؛ ليشير على الأمير في حالة شدته باللين، أو ليستعمل صلاحياته التي خولت له باللين. والعكس بالعكس.
فإذا كان الأمير ونائبه، كلٌّ منهما ليّنٌّ؛ فسدت الأمور. وإذا كان كلٌّ منهما شديدًا؛ صار فيه عسف على الناس وإتعاب لهم. فإذا صار أحدهما ليّنًا والآخر شديدًا؛ اعتدل الأمر.
51