44

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

Yayıncı

مدار الوطن للنشر

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

1427 AH

Yayın Yeri

الرياض

راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، أخرجاه في ((الصحيحين))[١].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من راع يسترعيه الله رعية، يموتُ يوم يموت، وهو غاش لها إلا حرّم الله عليه رائحة الجنة)) رواه مسلم(١)[٢].

ودخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: قل: السلام عليك أيها الأمير، فقال: السلام عليك أيها الأجير. فقالوا: قل: أيها الأمير، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: قل: أيها الأمير، فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول، فقال: إنما أنت أجير استأجرك ربّ هذه الغنم لرعايتها، فإن أنت هَنأتَ جَرباها، وداويت مرضاها، وحبست


(١) ((ما من راع يسترعيه الله رعيَّة)) ليس المراد الإمام الأعظم، أو نائبه، أو الوزير، أو كبراء القوم فحسب، بل حتى الرجل في بيته، إذا مات وهو غاش لأهله؛ فإن الله يحرم عليه رائحة الجنّة.

والذين يَدَعون عند أهليهم آلات اللهو المفسدة للأخلاق، المدمِّرة للعقائد، هؤلاء لا شك أنهم غاشَّون لأهلهم؛ فإذا ماتوا على هذه الحال - والعياذ بالله - فيخشى أن تحرم عليهم رائحة الجنّة. نسأل الله العافية والسلامة.

[١] رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (٧١٣٨)، ومسلم كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر، (١٨٢٩).

[٢] رواه البخاري كتاب الأحكام، باب من استرعى رعية فلم ينصح، رقم: (٧١٥٠) و (٧١٥١)، ومسلم كتاب الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، رقم: (١٤٢).

35