شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
Türler
«ماذا أنزل الله من الخزائن؟! وماذا أُنزل من الفتن؟!» أنزل فتن، ورأى النبي ﵊ لما أطل على المدينة من الأطم كما في الدرس السابق، رأى مواقع الفتن خلال البيوت كمواقع القطر، ماذا يريد النبي ﵊ من هذا الكلام؟ يريد أن نستغل هذه الخزائن، ويريد أن نتقي هذه الفتن، نتقي هذه الفتن.
«من يوقظ صواحب الحجرات؟» من يوقظ صواحب الحجرات؟ والمراد بذلك أزواج النبي ﵊، يوقظن لأي شيء؟ للصلاة والوقوف بين يدي الله ﷿ في مثل هذا الوقت الذي استيقظ فيه النبي ﵊، وكأنه في وقت النزول الإلهي، يوقظ صواحب الحجرات أقرب مذكور، يعني هؤلاء النسوة بجوارنا ليودعن شيئًا في هذه الخزائن، ويعملن عملًا يحفظهن من هذه الفتن؛ لأن الأعمال الصالحة تقي الفتن، «من يوقظ صواحب الحجرات؟ -يريد أزواجه- لكي يصلين» فيستفدن من هذه، أو يضعن شيئًا في هذه الخزائن، ويتقين الفتن بالعمل الصالح، ويستعذن بالله منها، ثم قال النبي ﵊: «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» كم من امرأة تنفق الأموال الطائلة في شراء الثياب الغالية لتكتسي بها، وهي في حقيقة الأمر عارية، وإن زعمت أنها مكتسية، وإن زعم الناس أنها مكتسية، فالشفاف وإن سماه الناس لباس هو عارٍ، الضيق الذي يبين التفاصيل عاري، وإن سماه الناس كساء، ولا نحتاج إلى أن نذكر أمثلة من ألبسة النساء الموجودة الآن التي تظهر فيها ..، في أسواق المسلمين ومجامعهم فضلًا عن كونها بين النساء أو كونها في بيتها هذا أمر قد يكون أخف، لكن لو نظرت في لباس نساء المسلمين في المجامع العامة، في أقدس البقاع ماذا تجد؟ تجد العباءات الشفافة الضيقة التي يرى ما تحتها، تجد الثياب القصيرة، تجد ..، هذا العُري، «رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» تزعم أنها مكتسية وهي في الحقيقة عارية، وأهل العلم قالوا كلام كثير حول تفسير أو شرح هذا الكلام؛ لأنهم لم يقفوا على ما وقفنا عليه من لباس النساء في هذه الأزمان، وإلا واضح واضح جدًا تفسير الحديث.
2 / 25