شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

Muhammed el Şeyh d. 1389 AH
122

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

Araştırmacı

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Yayıncı

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩هـ

Türler

فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير من الناس؛ يقولون: هذا حق، ونحن نفهم هذا ونشهد أنه الحق، ولكن لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، وغير ذلك من الأعذار. ولم يدرِ المسكينُ أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار كما قال تعالى: ﴿اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ وغير ذلك من الآيات كقوله: ﴿يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ . ــ وهذه أمثلة اختلال واحد من هذه الثلاثة. (فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند) إذا اعتقد ولا نطق ولا عمل بالحق بأركانه فهذا كافر عند جميع الأمة (كفرعون) كما في آية: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾ ١ (وإبليس) وكذلك إبليس يعرف الحق كما قال: ﴿فَبِعِزَّتِكَ﴾ ٢، ﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ ٣ فكفرُهُما كفرُ عناد؛ فإن فرعون وإبليس يعرفان الحق في الجملة. وقد ينطقون به، وبعض الكفر يكون عن جهل وعدم بصيرة (وأمثالهما) كعلماء اليهود أمة الغضب وأمثالهم ممن يعلم الحق ولا يعمل به (وهذا) المقام مقامُ التوحيد، وأنه لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل (يغلط فيه

١ سورة الإسراء، الآية: ١٠٢. ٢ سورة (ص)، الآية: ٨٢. ٣ سورة الحجر، الآية: ٣٩.

1 / 127