80

وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم

أو يكون المذكر مضافا إلى مؤنث ليس منه ولا هو في المعنى مؤنث، إلا أنه يجوز أن تلفظ بالثاني وأنت تريد الأول وذلك نحو قولهم: اجتمعت أهل اليمامة فالأهل مضاف إلى مؤنث ليس منه ولا هو في المعنى مؤنث إلا أنه يجوز أن تلفظ بالثاني وأنت تريد الأول، فإن لم يجز أن تلفظ بالثاني وأنت تريد الأول نحو قولهم:

مشين كما اهتزت رماح تسفهت

أعاليها مر الرياح النواسم

فأنث المر لأنه لا يجوز أن تقول: تسفهت أعاليها الرياح وأنت تريد مرها. وإن لم يجز أن تلفظ بالثاني وأنت تريد الأول لم يجز التأنيث، ألا ترى أنك إذا قلت: قطعت رأس هند، لا يجوز أن تقول: قطعت هند.

باب الأفعال المهموزة

إنما ذكر الأفعال المهموزة وإن كان ذكرها ليس من قبيل علم العربية لأنه ليس مما يضبط بقياس. لأن النحويين اختلفوا فيها. فمنهم من قال: إنه يبدل من الهمزة في كل موضع. ومنهم من منع ذلك في كل موضع إلا أن يسمع. ومنهم من فصل وهو الصحيح. فقال: الهمزة من الفعل لا يخلو أن تقع فاء أو عينا أو لاما. فإن وقعت لاما فالأجود إثبات الهمزة، ولغة للعرب ضعيفة يبدلون من الهمزة ياء يقولون: قريت، في قرأت، وأخطيت في أخطأت، حكى ذلك الأخفش.

فإن وقعت فاء فلا تبدل إلا حيث سمع والذي سمع من ذلك واتيته ووامرته وواخيته، وهو من أتى وأمر ومن الأخوة. ولا يقاس على ذلك غيره، لا يقال في أخوه: وخوه، فأما أرخت وورخت فلغتان، وليست الواو بدلا من الهمزة لأنهما يتصرفان على السواء وليست واحدة منهما أكثر تصرفا من الأخرى، يقال: أرخت وورخت وتأريخ وتوريخ ومؤرخ ومورخ.

Sayfa 80