قال جالينوس: قد كتب هذا الكلام على نسخ مختلفة غير هذه النسخة إلا أن المعنى في جميعها معنى واحد وهو أن أبقراط يريد أن الأمراض التي يبتدئ فيها البحران قبل الوقت الذي ينبغي أعني قبل النضج المعتدل «إن تم البحران فيها» يعني إن انقضت فإنها «تعاود» «فإن لم تنقض لم يكن بحران». يعني بذلك إما لا تنقضي في ذلك الوقت وإما لا يكون فيها بحران محمود لكن رديء أو ناقص. «فإن كان المرض ليس باليسير» فليس يؤمن منه إذا كان البحران فيه قبل وقته أن «يقتل» صاحبه. وذلك أن الأمراض إذا كانت يسيرة ثم كان فيها بحران رديء فإن من عادتها أن تجلب ضررا إلا أنها لا تقتل فإن كانت عظيمة فإنها تقتل.
[chapter 19]
قال أبقراط: الأعلام التي تدل على البحران قد تكون بأعيانها أعلاما تدل على صعوبة البحران وعلى خلاف ما كانت تدل فتكون عند ذلك أعلام سوء وليس فقط قد تنذر بعودة من المرض لكن قد تنذر بانقلاب المرض عن طبيعته إلى ضدها كما قد تنقلب الأعلام الخبيثة إلى الضد.
قال جالينوس: إن أبقراط استعمل اسم «البحران» في هذا الكلام على المعنى الخاص الذي يدل عليه اسم «البحران» المنقسم من المعنى العام. والمعنى العام الذي يدل عليه اسم «البحران» هو انقلاب المرض إلى أي الأحوال من غير أن يستثنى فيه هل ينفع أو يضر والمعنى الخاص الذي يدل عليه اسم «البحران» هو الانقلاب الذي يكون معه انتفاع. فقال إن الأشياء التي من شأنها أن تحدث البحران المحمود أو تدل عليه إذا لم يكن معها بحران أو كان معها بحران رديء فتلك «علامة رديئة». وذلك ربما كان مع «عودة من المرض» فقط وربما كان مع «انقلاب طبيعته إلى الضد» يعني أن يصير قتالا أو إلى أن يبلغ صاحبه منه إلى أن يشرف على الموت.
Sayfa 130