٤ - ابن سَيِّد الناس: الحافظ العلامة المتفنن، والأديب المشهور، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبو الفتح فتح الدين اليعمُري الشافعي. لازم ابن دقيق، وتخرج عليه في أصول الفقه، وأعاد عنده، وكان يحبه ويؤثره، ويسمع كلامه ويثني عليه، ويركن إلى نقله، قال عماد الدين بن القيسراني: كان ابن دقيق إذا حَضَرْنا درسه، وجاء ذكر أحد من الصحابة والرجال قال: أيش ترجمة هذا يا أبا الفتح؟ فيأخذ في الكلام ويسرد، والناس سكوت، والشيخ مُصْغٍ إلى ما يقول.
قال الأُدفُوي: وشرع لشرح الترمذي، ولو اقتصر فيه على فن الحديث من الكلام على الأسانيد لكمل، لكنه قصد أن يتبع شيخه ابن دقيق العيد، فوقف دون ما يريد. توفي سنة (٧٣٤ هـ) (١).
٥ - قطب الدين الحلبي: الحافظ المتقن المقرئ المجيد، عبد الكريم بن عبد النور بن منيِّر، أبو علي الحلبي ثم المصري، مفيد الديار المصرية، كان كيِّسًا متواضعًا، غزيرَ المعرفة، متقنًا لما يقول، اختصر كتاب "الإلمام" لابن دقيق في كتاب سماه
_________
(١) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٩/ ٢٦٨)، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٩٥)، و"الدرر الكامنة" لابن حجر (٥/ ٤٧٦)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (١/ ٢١٩)، و"طبقات الحفاظ" للسيوطي (ص: ٥٢٣)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٦/ ١٠٨).
مقدمة / 30