Hippokrat'ın Bölümleri Üzerine Şerh

İbn-i Nefis d. 687 AH
100

Hippokrat'ın Bölümleri Üzerine Şerh

شرح فصول أبقراط

الشرح: لما بين أن كل واحد من أوقات السنة والبلدان لها تأثير في إحداث الأمراض وفرغ من إقامة البراهين على ذلك، شرع الآن في تفصيل ذلك وتبيين ما يحدثه كل واحد منها. وقوله: الجنوب تحدث كذا وكذا. يحتاج هذا اللفظ إلى أن يتقدمه شيء قد أضمره ، وذلك المضمر هو الريح أو البلدان، كأنه قال: ريح الجنوب، أو جهة الجنوب، وإنما أضمر ذلك ولم يصرح به ليكون ذلك عاما لهما ولهذا اقتصر على الجنوب والشمال ولم يذكر المشرق والمغرب لأن حكم ريح المشرق قد يخالف البلد المشرقي في بعض الأشياء، ولا كذلك ريح الجنوب والشمال؛ ولهذا بدأ في التفصيل بهذا الفصل لعمومة الريح والبلد. واعلم أنا إن شرعناA في تحقيق الجهات ومهاب الريح، أحوج ذلك إلى كلام طويل وغير لائق بالكتب الطبية، لكنا نذكر الآن كلاما مختصرا ونؤخر التحقيق فيه إلى الكتب الحكمية، فنقول: قد يقال الجنوب والشمال بالإضافة، وقد يقال مطلقا؛ وأما المشرق والمغرب فلا يقال إلا بالإضافة. فالشمال المطلق هو ما مال عن خط الاستواء إلى جهة القطب الذي يقربمنه الدب الكبر والأصغر، وفيه الأقاليم السبعة. والجنوب المطلق هو ما مال عن خط الاستواء إلى جهة القطب الذي يقرب منه سهيل، وليس العمارة في جميع الجهتين، بل ليعلم أن شكل الأرض كرة، وليتخيل قطباها بحذاء القطبين المذكورين، وليتخيل دائرة عظيمة يكون بعدها عن القطبين بعدا واحدا، وتلك الدائرة هي خط الاستواء. وليتخيل دائرة عظيمة تمر بالقطبين فهي تقطع تلك الدائرة لا محالة بنصفين ، فتنقسم الأرض إذا بأربعة أقسام متساوية، ربعان شماليان، وربعان جنوبيان، وأحد الربعين B الشماليين وأحد الربعين الجنوبيين لا عمارة فيهما البتة، والربع الآخر الشمالي تنتهي العمارة فيه إلى ستة قرابة (136) من ستة وستين درجة ابتدأها من خط الاستواء، وما عدا ذلك فلا يمكن القرار فيه من شدة البرد. والربع الجنوبي تنتهي العمارة فيه إلى ستة عشر درجة عن خط الاستواء، وليس تلك العمارة عمارة يعتد بها بل أولئك القوم في حرائر وهم أشبه بالحيوانات الغير ناطقة. ونقول: إن سبب سخونة الجو وبرودته هو أن الشمس إذا سامتت رؤوس سكان بقعة أو قربت من سمت رؤوسهم كان الحر هناك أكثر من البقعة التي لا تسامتها أو لا تقرب من مسامتها، وذلك لأن نور الشمس يتخيل وقوعه على الأرض كأنه على هيئة مخروطة أو أسطوانية (137) ويكون قوة هذا الضوء لا محالة عند سهمه، إذ التأثير يتوجه إليه من الأطراف. فالذين يكون الشمس على سمت رؤوسهم يكونون واقعين في السهم، والذين يقرب من مسامته رؤسهم يكونون واقعين بالقرب من السهم. وقد بينا أن الضوء هناك أقوى، وقد تبين في العلوم الحكمية أن قوة الضوء يلزمه قوة الحر. ولنبين الآن أي البقاع هي أحر، وأيها (138) أبرد، وأيها (139) معتدلة. فنقول: إن الشمس ليست تتحرك بحركتها A الخاصة على موازاة خط الاستواء، بل على دائرة مقاطعة لها تسمى دائرة البروج وغاية ما يبعد عنها قريب من أربعة وعشرين درجة غلى الشمال ومثلها إلى الجنوب من الجانب الآخر، وذلك قوسان من دائرة تتخيل مارة بالقطبين، وقطباها التقاطع الواقع بين دائرة خط الاستواء ودائرة البروج، وإحداهما عند رأس الحمل والآخر عند أول الميزان. وتمر هذه الدائرة برأس السرطان في الشمال، وبرأس الجدي في الجنوب. وتكون الشمس بالضرورة مسامتة (140) خط الاستواء في السنة مرتين، مرة في رأس الحمل، ومرة في أول الميزان. ونقول: إن السبب وإن كان قويا، إلا أنه لم يدم كان تأثيره أضعف من السبب الدائم، وإن كان ضعيفا. ولهذا ما يكون البرد عند السحر أشد منه عند منتصف الليل مع أن الشمس وقت السحر تكون أقرب إلينا . ولهذا أيضا ما يكون الحر بعد الزوال أقوى من عند الاستواء، مع أن قرب الشمس إلى سمت الرأس في وقت الاستواء أكثر. ونقول إن الشمس B لا تدوم مسامتتها للرأس عند العقدتين، أعني عند رأس الحمل وأول الميزان. وتدوم مسامتتها أو قبر مسامتتها للرأس عند المنقلبين، أعني عند رأس السرطان والجدي، فيكون تسخينها عند رأس السرطان ورأس الجدي أشد منه عند رأس الحمل والميزان. وإنما قلنا أن مسامتتها هناك لا تدوم لأن تزايد أجزاء الميلعن العقدتين أعظم كثيرا فاحشا من تزايدها عند المقلبين. وهذا يتبين في الجزء النجومي من الجزء الرياضي من الفلسفة ، فعلى هذا تكون البقعة التي هي خط الاستواء في غاية الاعتدال، لأن الشمس لا تدوم مسامتتها لرؤوس سكانها فيسخن الجو، ولا يدوم بعدها عنهم فيبرد، بل ولا تبعد بعدا كثيرا، لان غاية بعدها عنهم هو غاية الميل فيكونون كأنهم في ربيع دائم. وأما البقعة التي تحت مدار رأس السرطان في الشمال أو تحت مدار رأس الجدي في الجنوب فحارة جدا محترقة لدوام تأثير مسامتة (141) الشمس لهم. وما قرب من خط الاستواء فيجب أن يكون قريبا A من الاعتدال، وما بعده عن غاية الميل يجب أن يزداد بردا بقدر بعده عنه، فإذا بلغ إلى عرض تمام الميل وهو قريب من ستة وستين درجة وجب أن يفرط البرد جدا. واعلم أنه إذا تساوى بلدان في البعد عن خط الاستواء وكان أحدهما شماليا والآخر جنوبيا ، فقد قال بعض الفضلاء إنهما يكونان متساويي (142) الحرارة كتساوي البعد عن خط الاستواء وتساوي ميل الشمس. وقال بعضهم بل الجنوبي أحر كثيرا، وعلل ذلك بأن الشمس تكون هناك أقرب إلى الأرض لأن خضيص؟؟ الشمس في هذا الزمان في الأبراج الجنوبية وقرب الشمس موجب للتسخين. ونحن نقول: إن ذلك يكون أسخن، وسببه ليس لأن الشمس تسخن بالقرب أو البعد، بل لأنها إذا كانت أقرب كان جرمها في الرؤية أعظم، وذلك يوجب أن يكون النور أكثر، وكثرة النور موجب لقوة الحر هذا. وأما الجنوب والشمال المقولان بالإضافة، فكل بقعة فإن الجهة التي منها يلي القطب الجنوبي يقال إنها جنوبية، والتي B منها تلي القطب الشمال يقال إنها شمالية. وهذه البلاد التي نحن فيها شمالة لامحالة، فتكون البلاد التي منها الجنوب حارة إلى أن تنتهي إلى ما يقرب من خط الاستواء. وأبقراط إنما حكم على البلاد التي تقرب منا، وما قرب منا من البلاد الجنوبية عنا فهي حارة لامحالة، وهي أيضا رطبة لكثرة البحار فيها وإلحاح الشمس عليها وتصعيدها منها الأبخرة الكثيرة. والبلاد التي تلي الشمال عنا فهي أبرد، ويزداد البرد لامحالة كلما ازداد البعد عنا إلى تلك الجهة. وأيضا مع أنها أبرد فهي أيبس، لأن البخار فيها قليلة، هذا حكم البلاد. وأما حكم الرياح، فإن الجنوبية تكون حارة رطبة لامحالة، لأنها إما أن تهب علينا من بقعة حارة وهي التي بالقرب منا من ناحية الجنوب، وإما من بقعة باردة وهي البعيدة عنا جدا من جهة الجنوب، لكنها حينئذ لا تمر علينا إلا بعد أن تمر على تلك البلاد الحارة فتسخن لامحالة وتترطب من الأبخرة المتصعدة من البخار. وأما الشمالية فإنها لامحالة باردة A لأن مهابها بلاد باردة ثلجية ويابسة، لأنها تمر على براري أو على موضع ثلجية. وأما البلاد الشرقية والغربية فلا تختلف فيه الحال إلا باختلاف العرض فقط لأن حركة الشمس في طولها واحدا. وأما ما ذكره من أحكام البلاد الشرقية والغربية فإنما يعنون به كون البلد مكشوفا للمشرق محجوبا عن المغرب وبالعكس. وإذ قد بينا هذه المقدمة فلنتكلم على ما في الفصل فنقول: إن ريح الجنوب والبلاد الجنوبية تحدث ثقلا في الرأس لحرارتها المبخرة ورطوبتها المرخية، وثقلا في السمع لأن الرطوبة تكدرالحواس وترخي العصب وإذا ارتخى العصب الذي به السمع تكدر السمع، وغشاوة في البصر لتكدر الروح الباصر بالرطوبة وكثرة الأبخرةالمتصعدة، وكسلا لاسترخاء العصب واسترخاء لذلك أيضا قوله: فعند قوة هذه الريح وغلبتها يعرض للمرضى هذه الأعراض، إنما خصص ذلك ذلك بالريح لأن البلد الجنوبي لا يختلف حالها فلا يقال إنها تقوي ولا تضعف ويكون ما B يحدث عنها دائما . وأما ما يعرض من هذه بعد أن لم يكن فإنما يكون من الريح، وجعل هذه الأشياء أعراضا لأن العرض هيئة غير طبيعية يتبع الأمراض، وتسمى أعراضا باعتبار ذاتها وأدلة باعتبار استدلال الطبيب بها على الأحوال. وأما أن المرضى تعرض لهم هذه الأعراض المتقدمة، فلأن هذه تعرض للأصحاء أيضا، فلأن تعرض للمرضى وهم أضعف أبدانا فهو أولى. وجعل هذه أعراضا باعتبار كونها عارضة للمرضى، وأما لو حدثت للأصحاء لم تسم أعراضا بل منذرات ، لأن الصحيح إذا حجث به ثقل في الرأس وفي السمع وغشاوة في البصر وكسل واسترخاء أنذر ذلك بحدوث مرض يعرض له. واعلم أنه قد يعرض للمرضى هذه الأعراض من غير حصول هذه الريح، إلا أن ذلك إنما يكون لطبيعة الأمراض أنفسها. والأمراض إذا لم تكن عن سبب عام كالريح، فإنها لا تعم، فلا تكون هذه الأعراض عامة. فإذا رأينا المرضى قد عمهم عرض من الأعراض، أو عم أهل بلد واحد، علمنا A أنه بسبب عام. فإذا لم يكن ذلك لأمر عمهم غير الريح، كجوع مفرط كما في سني الغلاء أو غير ذلك، علمنا أنه لطبيعة الهواء. وقد كان ينبغي أن يذكر أبقراط في أحكام الشمال ما تقابل أحكام الجنوب، وهو: القوة، وجودة الأفعال الطبيعية، وصفاء السمع. إلا أن هذه كلها أحوال صالحة صحية، وهو في مقام بيان تأثير الرياح والبلاد في الأمراض. وأما أن الشمال يحدث السعال، فلأجل البرد واليبس، والحنجرة وقصبة الرئة يغلب عليهما البرد واليبس، والهواء يصل إليهما بسرعة فيضرهما، ولأنه يحدث النزلات بسبب تكثيفه وحقنه المواد في الرأس وعصرها إلى أسفل. وقوله: والحلوق. يحتمل أن يكون مراده: ووجع الحلوق. وذلك ظاهر لكثرة تضررها بالبرد واليبس وبالنزلات المنحدرة إليها. ويحتمل أن يكون قوله: اليابسة. صفة للبطون والحلوق، لأن الشمال يجفف البطن والحلق.أما يبس الحلق فظاهر ليبس الهواء، وأما يبس البطن أي يبس ما في B البطن فلقوة الهضم وانعصار عضل المقعدة، فيعسر خروج البراز وتجتذب الكبد صفاوته لطول احتباسه فيجف. ولأن البدن تقل رطوبته بسبب يبس الشمال ، فيكون جذبه للرطوبات الغذائية أكثر. وأما عسر البول فلتضرر المثانة بالبرد واليبس لأنها عصبية وقليلة الدم. وأما الاقشعرار فلبرد الهواء ولاحتقان (143) الأبخرة الحارة كما يحصل في حمى يوم الاستحصاء فيه. وأما وجع الأضلاع والصدر،فلغلبة البرد على هذا العضو، لكثرة العظام فيه.

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان الصيف شبيها بالربيع، فتوقع في الحميات عرقا كثيرا.

[commentary]

Sayfa 132