Ebu Kırâr'ın Fasıllarının Şerhi
شرح فصول أبقراط
Türler
قال أبقراط (86): التدبير البالغ في اللطافة عسر مذموم في جميع الأمراض المزمنة لا محالة. والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من اللطافة في الأمراض الحادة، إذا لم تحتمله قوة المريض (87)، عسر مذموم.
[commentary]
الشرح (88): [C5DK4 9a] إن أبقراط في هذا الكتاب يتكلم (89) في الأسباب والعلامات، وفي شيء يسير من المعالجات، والكلام في التغذية أهم؛ لأن بها بقاء القوة (90)، وأهم ذلك الكلام في أغذية المرضى PageVW2P008A لأن تقديرها فيهم غير منوط (91) بالشهوة كما في الأصحاء. وهذا الفصل أولى بالتقدم، لتضمنه معنى منع الإفراط. والتدبير في اللغة التصرف، والأطباء يطلقونه على معنيين، أحدهما: التصرف في الأسباب الضرورية؛ لأنها أولى بأن يتصرف فيها. وثانيهما: التصرف في الغذاء من جهة ما يقل (92) ويكثر ويلطف ويغلظ؛ لأنه أولى بأن يتصرف فيه من باقي الضروريات، وهذا مراد أبقراط ههنا. والتدبير البالغ في اللطافة هو كتغذية الصحيح بالفراريج ومرقة اللحم، والمريض بماء الشعير أو السويق؛ وهذا في جميع الأمراض المزمنة، وهي التي تمتد إلى الأربعين (93) يوما، فما زاد عسر مذموم؛ لأن هذه الأمراض تكون موادها غليظة عسرة الانفعال [L4 4b] محوجة إلى تعب الطبيعة، فلا تتمكن من دفعها إلا إذا كانت قوية جدا، PageVW0P009B وذلك (94) مما لا يمكن في المدة الطويلة بهذا التدبير.والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية القصوى من اللطافة هو كالتغذية في PageVW2P008B الصحة بأمراق الدجاج وأطراف الفراريج وفي المرض بالجلاب وماء الشعير الرقيق جدا. وهذا وإن جاز في بعض الأمراض الحادة، وهي الخطرة القصيرة المدة، إلا أنه إذا لم تحتمله قوة المريض عسر مذموم، أي إذا لم يحتمل (95) أن يبقى به عند المنتهي وافية بدفع المرض، وإنما لم تحتج إلى هذا الشرط في الأمراض المزمنة، لأنه لا يوجد فيها ما تحتمل فيه القوة التدبير البالغ في اللطافة في جميع الأمراض (96). ورداءة هذين التدبيرين في حال الصحة أكثر؛ لأن قوى الصحيح متوفرة على تدبير الغذاء.
[aphorism]
قال أبقراط (97): في التدبير اللطيف قد يخطيء المرضى (98) على أنفسهم خطأ يعظم ضرره عليهم، وذلك أن جميع ما يكون منه من الخطأ أعظم ضررا مما يكون منه في الغذاء الذي له غلظ يسير. ومن قبل ذلك صار التدبير PageVW0P010A البالغ في اللطافة في الأصحاء أيضا خطرا، لأن احتمالهم لما يعرض من خطئهم أقل؛ ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة PageVW2P009A في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ قليلا.
[commentary]
الشرح (99): كما أن تلطيف التدبير إذا لم تحتمله القوة عسر مذموم، كذلك إذا لم تحتمله الشهوة وإن احتملته القوة، فكثيرا ما يعرض للمرضى عند تلطيف الأطباء تدبيرهم أن تدعوهم الشهوة إلى الإقدام على (100) أغذية رديئة، فيشتد تضررهم (101) بها، وذلك لأجل تضررهم بأضرارها مع قوة شهوتهم، ولو كان (102) الأطباء غلظوا تدبيرهم بأكثر مما ينبغي (103) لأغناهم ذلك عن الإقدام على تلك الأغذية (104). قوله: "ومن قبل هذا PageVW1P005A صار التدبير البالغ في اللطافة في الأصحاء أيضا خطرا" الإشارة (105) بقوله هذا إلى ما قاله في الفصل المتقدم، كأنه قال: ومن قبل أن تلطيف التدبير في الأمراض المزمنة رديء وفي الأمراض الحادة PageVW0P010B أيضا إذا لم تحتمله القوى، مع أن (106) المرض ينبغي فيه التلطيف، فالتدبير (107) البالغ في اللطافة في الأصحاء لا شك أنه خطر؛ لأن احتمال الأصحاء لما يعرض من الخطأ بتلطيف التدبير PageVW2P009B أقل، ولهذا لا يتمكن (108) الصحيح من الصبر على ترك الغذاء كما يتمكن المريض. قوله: "ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا من التدبير الذي هو أغلظ قليلا" إنما كان ذلك هو الأكثر لأن أكثر الأبدان صحيحة، وبعض الأمراض مزمنة، وبعضها حادة لا تحتمل القوة فيه المبالغة في التلطيف، وبعضها لا تحتمل الشهوة فيه ذلك. وقد فهم هذا الفصل على وجه آخر وهو أن الخطأ في (109) التدبير المائل إلى اللطافة أعظم خطرا من الخطأ المائل إلى الغلظ، وهو غلط؛ فإن الغذاء القليل يمكن تدارك الخطأ فيه بإيراد غذاء آخر، ولا كذلك الغذاء الزائد، ومع ذلك (110) فإنه يفسد ويفسد الأخلاط. ولهذا
قال أبقراط في كتاب تدبير الأمراض الحادة: PageVW0P011A وقد (111) ينبغي أن يكون انتقالك إلى الزيادة أقل كثيرا؛ وذلك لأن النقصان بالجملة أنفع في أكثر الأمر (112).
Bilinmeyen sayfa