Ebu Kuraç'ın Bölümleri Şerhi
شرح فصول أبقراط
Türler
[فصل رقم 91]
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان الشتاء جنوبيا مطيرا دفيئا، وكان الربيع قليل المطر شماليا، فإن النساء اللاتي يتفق ولادهن نحو الربيع، يسقطن من أدنى سبب، واللاتي يلدن (110) منهن، يلدن أطفالا ضعيفة الحركة مسقامة أبدانهم طول حياتها، حتى أنهم إما أن يموتوا على المكان، وإما أن يبقوا مسقومين منهوكين (111) طول حياتهم. وأما سائر الناس، فيعرض لهم اختلاف الدم والرمد اليابس. PageVW0P047A وأما الكهول، فيعرض لهم من النزلات ما لا يفنى ويقتل (112) سريعا.
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا الفصل ضد الفصل السابق لأنه وصف فيه الشتاء بأنه مطير جنوبي، والربيع بأنه قليل المطر شمالي. وكنا قلنا أن الشتاء إذا كان قليل المطر شماليا والربيع مطيرا جنوبيا، لم يعرض منه (113) كثير ضرر. فأما إذا كان الأمر على الضد، فإنه يعرض في الربيع أمراض، فالنساء اللاتي يلدن فيه يسقطن من أدنى سبب؛ لأن الشتاء كان حارا رطبا فتخلخلت أبدانهم، ثم قرعها برد الربيع فاستضرت به واقشعرت (114) فكان سبب إسقاطهن. والأطفال أيضا (115) إذا قرعهم الربيع ببرده، وقد كان الشتاء خلخل أبدانهم بحره (116)، ضعفوا وصارت أبدانهم مسقامة، قابلة للأمراض والآفات، PageVW2P055A فإما أن يموتوا على المكان، وإما أن يعيشوا حياة رديئة معرضين للآفات. وأما سائر الناس فيعرض لهم اختلاف الدم، ولاسيما لأرباب الأمزجة الرطبة، لأنه يكثر انحدار البلغم من الرأس إلى البطن؛ وذلك أن الرؤوس في مثل هذا الشتاء تمتلئ ثم تبرد في الربيع. ومن شأن الدماغ إذا PageVW3P055A برد، لم يقو على إصلاح (117) غذائه، فيولد في الرأس فضولا بلغمية، فإن كان مع البلغم حرارة في (118) المزاج، كان فالجا (119)، فإذا انحدر إلى البطن أورث اختلاف الدم لأنه يجرد الأمعاء ويسحجها (120). فأما من كان الغالب عليه الحرارة والمرة الصفراء، فإنه يتولد له ورم العينين. ويعني بالرمد، الرمد اليابس، الذي لا يسيل معه من العين شيء. واعلم أن الفضل إذا احتقن في الدماغ، اندفع إلى أقرب PageVW1P041B المواضع، وأضعف (121) الأعضاء. فمن كان فضله مراريا وعينه ضعيفة المزاج، انصبت إليها المادة، وهي تستحصف ببرد (122) الهواء أن يتحلل (123) منها الفضل، فيكون - حينئذ - الرمد اليابس. فالذين يغلب عليهم البلغم، يعرض لهم اختلاف الدم عند انحدار البلغم من الرأس إلى الأمعاء. ومن يغلب عليهم المرار، يعرض لهم الرمد اليابس لحرارة لحمهم ويبسه. وقوله: "وأما الكهول" يريد المتناهين في سن الكهولة والشيوخ الهرمى، وقد صرح بذلك في كتاب الأهوية والبلدان فقال: وأما الشيخ الفاني فيعرض PageVW0P074B له النزل (124) لسخافة العروق وذوبانها، حتى أنهم يهلكون بغتة، ومنهم من يعرض له الفالج في شقه الأيمن. وقوله: فيعرض لهم من النزلات ما يفنى سريعا. لا يريد بالنزلات ما ينزل في قصبة الرئة وفضاء الصدر، فإن ذلك لا ينضج سريعا ، وإنما يريد ما ينحدر من الرأس في العروق إلى ما دون الرأس من PageVW2P055B الأعضاء، ولذلك ألحق به قوله: "ما يفنى سريعا" لأن بحران هذا النزل يكون سريعا، وأما سائر النزل فيطول لبثها. وقد فهم قوم من النزل ما ينزل إلى الصدر والرئة، فزادوا لفظة "لا" فيصير هكذا: "فيعرض لهم من النزلات ما لا يفنى سريعا" لأن النزل الباردة في المشايخ لا تكاد تنضج. ويروى: "ما يقتل سريعا" وهو موافق للمعنى. وقوله: "يلدن أطفالا ضعيفة الحركة، مسقامة أبدانهم" أي مهيأة للمرض من أدنى سبب. وقوله: "حتى أنهم إما أن يموتوا على المكان" أي يبلغ من ضعفهم وقبولهم الآفات أن يموتوا على المكان، أي عند الولادة. وفي بعض النسخ PageVW3P055B يوجد هذا الفصل مختصرا هكذا: "يلدن أطفالا ضعيفة، مسقامة طول حياتهم". ويروى: سقمين (125) موضع مسقومين، وهو أصح وأفصح، وبعده قوله: "وأما سائر الناس" وسقط ما بينهما.
[فصل رقم 92]
[aphorism]
قال أبقراط: فإن كان PageVW2P056A الصيف قليل المطر شماليا، وكان الخريف مطيرا جنوبيا، عرض في الشتاء صداع شديد، وسعال، وبحوحة، وزكام، وعرض لبعض الناس السل.
[commentary]
قال عبد اللطيف: جعل في هذا الفصل للصيف والخريف ما جعله في الفصل المتقدم للشتاء والربيع، إلا أنه خالف فيما يحدث عنه لأنه ذكر هنا أنه (126) يحدث في الشتاء صداع وسعال، وفي ذلك الفصل يحدث في الصيف حميات (127) حادة ورمد، ولم يذكر في هذا طبيعة الشتاء، ولا في ذاك طبيعة الصيف؛ لأنه يريد ثبوتها على الحال الطبيعية لهما وحفظهما نظامهما. فإنه إن كان الشتاء في هذا الفصل خارجا عن الاعتدال، حدث من الأمراض أمراض بحسب خروجه عن الاعتدال وتركيبه مع باقي الفصول، وكذلك إن كان الصيف في ذلك الفصل خارجا عن الاعتدال. فلما كان الصيف قليل المطر شماليا، PageVW1P042A وكان الخريف كثير المطر جنوبيا، وجب ألا يتقدم حدوث الأمراض، PageVW0P048A لأن الخريف لما كان رطبا؛ كسر عادية يبس الصيف. لكن لما دامت رطوبته وكثرت، عرض لمن كانت طبيعته رطبة امتلاء في رأسه، فيعرض من الامتلاء السعال الشديد، والصداع، والبحوحة، والزكام. ومن كان متهيئا لحدوث (128) علة السل حدثت به، إما لضيق صدره، وإما لكثرة سيلان الرطوبة من رأسه إلى صدره ورئته.
Bilinmeyen sayfa