Sharh Fath al-Majid by al-Ghunayman
شرح فتح المجيد للغنيمان
Türler
وجوب الإخلاص لله
الواجب على الإنسان أن يكون عبدًا لله، وأن يخلص العبادة لله جل وعلا، وألا يكون قلبه وعمله مفرقًا بين معبودات شتى، والله لا يقبل من العباد إلا أن يعبدوه وحده، وكل القرآن في هذا المعنى كما ذكر ابن القيم؛ لأن القرآن لا يخلو إما أن يكون في أوصاف الله حتى يدعو ذلك إلى تعظيمه وتوقيره، ويدخل في أوصافه أفعاله تعالى وتقدس، أو يكون الأمر صراحة أن نخلص له العبادة، كقوله: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ [الزمر:٢]، ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا﴾ [التوبة:٣١] في آيات كثيرة، فهذا واضح جدًا، أو يكون في الأوامر والنواهي التي هي من حقوق هذا التوحيد، مثل إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم وفعل الخيرات كلها، وهذا كله من مكملات التوحيد، كما قال ﷺ: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: (لا إله إلا الله)، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)، (إلا بحقها) يعني: بحق (لا إله إلا الله)، فالذي -مثلًا- يمتنع عن الصلاة لم يؤد حقها، ولم يقم بحقها، وهكذا إذا امتنع من الواجبات الواجبة عليه لم يؤد حقها؛ لأنه أخل بها.
أو يكون القرآن في الجزاء وما أعد الله جل وعلا لأهل التوحيد في الجنة، وما وعدهم به من النصر والتأييد في الدنيا، أو يذكر عقاب من خالف هذا التوحيد وتركه، فيذكر عقاب من ترك التوحيد وخالفه وعقابه في الدنيا أو في الآخرة، ويدخل في هذا قصص الأمم، وقصص الأنبياء، ويدخل فيه الوعد والوعيد.
إذًا القرآن كله في التوحيد كما قال ابن القيم ﵀، وعلى هذا التفسير إذا تأمل الإنسان كتاب الله جل وعلا وجده لا يخرج عن ذلك.
3 / 7