Mütenabbi Divanı Şerhi
شرح ديوان المتنبي
Türler
ضيفا لأوسعناه إحسانا
وقد نظمت حينما هم بالرحيل عن مصر. •••
وكانت العراق لما قدمها أبو الطيب في أيدي بني بويه، وقد نشأت دولة بني بويه هذه في أوائل القرن الرابع الهجري، فتعاون الإخوة الثلاثة: علي والحسن وأحمد على التسلط في فارس والعراق، واستولى أصغرهم أحمد على بغداد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة؛ فمنحهم الخليفة المستكفي بالله الولاية على ما بأيديهم، ولقب عليا عماد الدولة، والحسن ركن الدولة، وأحمد معز الدولة. وبقي ملك بني بويه على العراق حتى سنة سبع وأربعين وأربعمائة حين استولى عليه السلاجقة.
ولم يكد معز الدولة يمكث في العراق أسابيع، حتى خلع الخليفة وسمل عينيه، وولى مكانه الخليفة المطيع، وانتقل بذلك الملك جملة من أيدي الخلفاء إلى أيدي البويهيين، وكان ذلك إيذانا بالخراب والدمار، وانتشار الظلم والطغيان، والفوضى الآخذة بالعنان.
وقدم أبو الطيب العراق بعد ستة عشر عاما من استيلاء معز الدولة عليها، وأقام بالكوفة التي هجرها من قبل مرارا فرارا من القرامطة والأعراب، فشهد بعد سنتين غارة بني كلاب عليها، وشارك هو في الحرب والدفاع عنها.
وكان يلي الوزارة الحسن بن محمد المعروف بالوزير المهلبي، وكان أديبا شاعرا اجتمع حوله أدباء، منهم القاضي التنوخي، وأبو الفرج الأصفهاني، وشعراء منهم السري الرفاء، وكان جوادا مسرفا كلفا باللهو والمجون.
وقد لبث أبو الطيب بالعراق ثلاث سنين منذ قدمها حتى غادرها إلى فارس سنة أربع وخمسين - وكانت إقامته بالكوفة - وقد سافر في أثناء ذلك إلى بغداد مرة أو يزيد. ثم قدمها بعد في طريقه إلى فارس، ولا ندري ما فعله بالكوفة إلا ما يحصل بقوله الشعر، ففي جمادى الثانية سنة ثلاث وخمسين هجا ضبة بن يزيد العيني، ويروى أن ابن يزيد العيني هذا جاء من سفاح، يغدر بكل من نزل به وأكل معه وشرب، وكان أبو الطيب قد نزل بالطف بأصدقاء له، وسارت خيلهم إلى هذا العبد، واستركبوه فلزمه السير معهم، فدخل العبد الحصن، وأخذ يشتمهم أياما من وراء الحصن أقبح شتم، ويسمي أبا الطيب ويشتمه، وأراد القوم أن يجيبوه بمثل ألفاظه، وسألوا أبا الطيب ذلك فتكلف لهم على مشقة، وعلم أنه لو سبه لهم معرضا لم يفهم، ولم يعمل فيه عمل التصريح؛ فخاطبه على ألسنتهم من حيث هو فقال ... إلخ.
وفي هذه القصيدة أقذع المتنبي غاية الإقذاع، وفاض حقده فغمر القصيدة وأفعمها.
وجاء في شرح ابن جني: أن أبا الطيب أنكر إنشاد هذه القصيدة، وقال الواحدي مثل ذلك.
ثم وقعت بعد ذلك حوادث بالكوفة اشترك فيها أبو الطيب وقاتل، ومدح قائد الجيش الذي قدم من بغداد؛ لصد غارة الأعراب من بني كلاب على الكوفة، وكان أبو الطيب قبل قدوم ذلك القائد يقود الجيش المدافع عن المدينة لعدة أيام، فلما حضر جيش بغداد كان بنو كلاب قد رحلوا عن الكوفة، فنزل القائد وأنفذ إلى أبي الطيب ثيابا نفيسة من ديباج وخز، فأنشده هذه القصيدة في الميدان وهما على فرسيهما، وذلك في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين، وأول القصيدة:
Bilinmeyen sayfa