Mütenabbi Divanı Şerhi
شرح ديوان المتنبي
Türler
على طرفه من داره بحسامه
وقد سكن أبو الطيب إلى صحبة الأمير الكريم، وطاب له زمانه، فسكت عن حديث الثورة والقتل الذي غمر شعره الأول وفاض في كل قصائده إلا قليلا، وكان يصحبه في أغلب حروبه، فتمكن من وصفها وصف الشاهد كما بين في الديوان.
ثم ... ثم أراد الله مرة أخرى أن يفرق بين الرجلين، وأن يتم ما خطه في أم الكتاب ... وذلك بعد ثماني سنوات لبثها الشاعر في كنف الأمير كانت أولى قصائد مدحه فيها:
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه
بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
وذلك سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكانت آخر قصيدة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وهي:
عقبى اليمين على عقبى الوغى ندم
ماذا يزيدك في إقدامك القسم
وأما سبب فرقة الصديقين فهو حسد أكل قلوب شعراء سيف الدولة والمحيطين به غير أبي الطيب، وهو كذلك ضيق الأمير ذرعا بالشاعر المتعالي الذي لا يقول فيه القصيدة إلا بعد أن يطلبها ويستعجلها أشهرا طوالا.
أجل: فلقد كان حول سيف الدولة شعراء كثر ينشدون الخير والنعمة، وكانت شمس المتنبي غالبة على شموسهم؛ فلا غرو أن ينقموا عليه ويحسدوه، سيما وهو المتكبر المتعالي، الضارب في ذرى الأنفة والكبرياء، الفخور بشعره، والمتفرد وحده برضى الأمير وإيثاره، وذلك الشاعر الذي يقول:
Bilinmeyen sayfa