Mutanabbi Divanı Şerhi
شرح ديوان المتنبي
Araştırmacı
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Yayıncı
دار المعرفة
Yayın Yeri
بيروت
- الْإِعْرَاب وجيش عطف على قَوْله كريم وَالضَّمِير فى كَأَنَّهُ عَائِد إِلَى الْجَيْش الْغَرِيب الخريق الرّيح الشَّدِيدَة وَقيل هى اللينة وهى من الأضداد والطود الْجَبَل الْعَظِيم الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْجَيْش يكَاد يشق الطود وَهُوَ الْجَبَل الْعَظِيم نِصْفَيْنِ لكثرته تسمع صَوته كَالرِّيحِ الشَّدِيدَة إِذا مرت بأغصان رطبَة وَهُوَ من قَول الشَّاعِر
(كأنَّ هُبُوبَها حَفَقانُ رِيحٍ ... خَرِيقٍ بينَ أعْلامٍ طِوَالِ)
٤٤ - الْمَعْنى يَقُول عجاجة هَذَا الْجَيْش حجبت نُجُوم السَّمَاء فَكَأَن النُّجُوم خَافت مغاره فاستترت بالعجاج عَنهُ حَتَّى لَا يَرَاهَا وَهُوَ // معنى حسن // أَخذه الحيص بيص بقوله
(نَفَى واضحَ التَّشرِيق عَن أرْض رَبْعه ... دُخانُ قُدُورٍ أَو عَجاجَةُ مُصْدِمِ)
ومُغاره إغارته وَقَوله حجبا جمع حجاب ككتاب وَكتب وشهاب وشهب
٤٥ - الْمَعْنى قَالَ الواحدى يعْنى من كَانَ لئيما كَافِرًا فى ملكه فَهَذَا كريم مُؤمن يرضى المكارم بجوده وَالله تَعَالَى بجهاده فى سَبيله وَقَالَ الشريف ابْن الشجرى فى أَمَالِيهِ الْإِشَارَة فى هَذَا إِلَى الْملك لَا إِلَى الممدوح لأمرين أَحدهمَا أَنه لَو أَرَادَ الممدوح لقَالَ فَأَنت الذى ترْضى لِأَن الْخطاب فى مثل هَذَا أمدح وَالْآخر أَنه أَشَارَ إِلَى الْملك فَجعل الإرضاء لَهُ لِأَن الإرضاء الأول مُسْند إِلَى الْملك فَوَجَبَ أَن يكون الإرضاء الثانى كَذَلِك لِأَن وَجه الْإِشَارَة إِلَيْهِ لِأَن قَوْله ملكه قد دلّ عَلَيْهِ كَمَا تَوَجَّهت الْإِشَارَة فى الضَّمِير إِلَى الصَّبْر من قَوْله ﴿وَلمن صَبر وَغفر إِن ذَلِك﴾ لدلَالَة صَبر عَلَيْهِ وكما عَاد الضَّمِير إِلَى الْملك من قَول القطامى
(همُ المُلوكُ وَأَبْنَاء المُلوك هُم ... والآخِذونَ بِهِ والسَّاسَةُ الأُوَلُ)
قَالَ وَكَانَ الْوَجْه لأبى الطّيب أَن يَقُول فى الْمُقَابلَة يرضى المكارم وَالْإِيمَان ليقابل بِالْإِيمَان الْكفْر كَمَا قَابل بالمكارم اللؤم وَلَكِن لما اضطرته القافية وضع لَفْظَة الرب مَوضِع الْإِيمَان فَكَانَ ذَلِك فى غَايَة الْحسن لِأَن المُرَاد فى الْحَقِيقَة إرضاء أَهله وإرضاء أَهله تَابع لإرضاء الله تَعَالَى
1 / 69