273

Mutanabbi Divanı Şerhi

شرح ديوان المتنبي

Araştırmacı

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Yayıncı

دار المعرفة

Yayın Yeri

بيروت

- الْغَرِيب تفوق تصير فَوْقهم والمحتد الأَصْل الْمَعْنى يَقُول أَنْت فَوق كل أحد بِالْعقلِ والإصابة فى الْأُمُور كَمَا أَنْت فَوْقهم بِكُل شئ لم ينالوه فَأَنت أعرف بمواقع الْإِسَاءَة وَالْإِحْسَان وَأَنت فَوق النَّاس بحالك لِأَنَّك ملك مَالك وبالنفس لِأَنَّك أَعلَى النَّاس همة وبالإحسان لِأَنَّك ذُو أصل شرِيف ومنصب كريم
٣٢ - الْمَعْنى يُرِيد أَن مَا تبتدعه من المكارم يخفى على أفكار الشُّعَرَاء فَيذكرُونَ مَا ظهر مِنْهَا ويتركون مَا خفى قَالَ الواحدى إِن المقتدين بك فى المكارم يَأْخُذُونَ مَا ظهر مِنْك ويتركون مَا خفى وَلَو أَرَادَ ذَلِك لما أَتَى بالأفكار ولقال يدق على الْكَرم وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا الْبَيْت مثل قَول عمار الكلابى
(مَا كلُّ قَوْلَى مَشْرُوحا لكُمْ فَخُذُوا ... مَا تَعْرِفُونَ وَمَا لم تَعْرِفُوا فَدَعُوا)
قَالَ ابْن فورجة عمار الكلابى رجل مُحدث لحنة وَهَذَا الْبَيْت من أَبْيَات لَهُ وهى قَوْله
(مَاذَا لَقِيتُ مِنَ المُستَعربينَ وَمِنْ ... قِياسِ نَحْوِهِمُ هذاَ الذى ابْتَدَعُوا)
(إِن قُلْتُ قافِيَةً بِكْرًاٍ يَكُونُ لَهَا ... مَعْنًى خلافَ الذى قاسُوهُ أَو ذرَعُوا)
(قَالُوا لَحَنْتَ وَهَذَا الحَرْفُ مُنْخَفِضٌ ... وَذاكَ نَصْبٌ وَهَذَا ليْسَ يَرْتَفِعُ)
(وحَرَّضُوا بينَ عَبْد اللهِ واجْتَهَدُوا ... وبينَ زَيْد فَطالَ الضَّرْبُ والوَجَعُ)
(كمْ بينَ قوْمٍ قد احْتالوا بِمَنْطِقِهِمْ ... وبينَ قَوْمٍ على إعْرابِهِمْ طُبِعُوا)
(فَقُلْتُ وَاحِدَةً فِيها جَوَابُهُمُ ... وكَثْرَةُ القَوْلِ بالإِيجازِ تَنْقَطِعُ)
(مَا كلُّ قَوْلىَ مَشْرُوحا لَكُمْ فَخُذُوا ... مَا تَعْرِفُونَ وَما لم تَعْرِفُوا فَدَعُوا)
(حَتَّى يصِيرَ إِلَى القَوْمِ الَذِينَ غُذُوا ... بِما غُذيِتُ بِهِ والقَوْلُ يَجْتَمعُ)
(لأنّ أرْضِىَ أرْضٌ لَا تُشَبُّ بِهَا ... نارُ المَجُوسِ وَلاَ تُبْنَى بِها البِيَعُ)
٣٣ - الْغَرِيب الكبت الصّرْف والإذلال يُقَال كبت الله الْعَدو أى صرفه وأذله وكبته لوجهه صرعه الْمَعْنى يَقُول صرت محسودا بِالنعَم الَّتِى أَنْعَمت بهَا على فَظهر لى حساد يحسدوننى فصاروا يقصدوننى بالسوء فاكفنى شرهم بِأَن تصرفهم وتخزيهم بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُم وَمثل قَول أَبى الجويرية العبدى
(وَمَا زِلْتَ تُعْطينى وَمالىَ حاسِدٌ ... مِنَ النَّاسِ حَتَّى صرْتُ أُرْجَى أُحسدُ)
وَأَخذه بشار فَقَالَ
(صحبته فى المُلك أَو سُوقةً ...

1 / 289