263

Mutanabbi Divanı Şerhi

شرح ديوان المتنبي

Araştırmacı

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Yayıncı

دار المعرفة

Yayın Yeri

بيروت

- ١ - الْغَرِيب العواذل جمع عاذلة والخود الْمَرْأَة الْحَسَنَة الْخلق الناعمة وَجَمعهَا خود مثل رمح لدن ولدن جمعه والماجد الْكثير الشّرف وَجمعه مجده الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا يحْسد العواذل ذَات الْخَال فعذلهن لَهَا حسد لَهَا على وَقَالَ الواحدى اللواتى يعذلن هَذِه الْمَرْأَة الَّتِى هى صَاحِبَة الْخَال على خدها فى لأجل محبتها إياى حواسد لَهَا يحسدنها لِأَنَّهَا ظَفرت منى بضجيع ماجد
٢ - الْمَعْنى لَو قدر على أَن يَقُول مَوضِع قَادر يقظان أَو مستيقظ لَكَانَ أَجود فى الصِّنَاعَة وَلكنه لم يقدر يصف نَفسه بالنزاهة وَقَالَ أَبُو الْفضل العروضى // هَذَا النَّقْد غير جيد // وَذَلِكَ أَنه لَو قَالَ يقظان أَو ساهر لم يزدْ على معنى وَاحِد وَهُوَ الْكَفّ فى حَالَة النّوم واليقظة وَإِذا قَالَ قَادر زَاد فى الْمَعْنى أَنه تَركهَا صلف نفس وَحفظ مُرُوءَة لَا عَن عجز وَرَهْبَة وَلَو أَن رجلا ترك الْمَحَارِم من غير قدرَة لم يَأْثَم وَلم يُؤجر وَإِذا تَركهَا مَعَ الْقُدْرَة صَار مأجورا قَالَ وَالْعجب من أَبى الْفَتْح يقصر فِيمَا فرض على نَفسه من التَّفْسِير ويخطئ ثمَّ يتَكَلَّف النَّقْد وَقَالَ فى قَوْله
(وَهُوَ رَاقِد ...)
إِن الراقد قَادر أَيْضا يَتَحَرَّك فى نَومه ويصيح وَلَيْسَ هَذَا بشئ وَلم يقلهُ أحد وَالْقُدْرَة على الشئ أَن يَفْعَله مَتى شَاءَ فَإِن شَاءَ فعل وَإِن شَاءَ ترك والنائم لَا يُوصف بِهَذَا وَلَا المغشى عَلَيْهِ وَلَا يُقَال للنائم إِنَّه مستطيع وَلَا قَادر وَلَا مُرِيد وَأما عصيانه الْهوى فى طيفها فَلَيْسَ بِاخْتِيَار مِنْهُ فى النّوم وَلكنه يَقُول لشدَّة مَا ثَبت فى طبعى وغريزتى صرت فى الْيَوْم كالجارى على عادتى انْتهى كَلَامه يَقُول إِنَّه مَعَ الْقُدْرَة لَا يمد يَده إِلَى إزَارهَا وَإِذا رأى خيالها فى الْمَنَام امْتنع عَنهُ كَمَا يمْتَنع عَنْهَا فى الْيَقَظَة إِذا قدر عَلَيْهَا فَيَقُول إِذا حلم بهَا لم يطع الْهوى فيمَ يَأْمُرهُ يصف نَفسه ببعد همته عَن مغازلة النِّسَاء وَأَنه عفيف النَّفس وَهَذَا كَمَا قَالَ هدبة
(وإنّى لأُخْلِى للْفَتَاةِ فِرَشَها ... وأصْرِمُ ذاتَ الدلّ والقَلْبُ آلِفُ)
٣ - الْغَرِيب اللاعج الشَّديد الحرق وَهُوَ لاعج لحرقة الْفُؤَاد ولعجه الضَّرْب أحرقه وآلمه قَالَ عبد منَاف بن ربع الهذلى
(إِذا تأوّبَ نَوْحٌ قامَتا معَهُ ... ضرْبا أَلِيمًا بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدَا)
احْتَاجَ إِلَى حَرَكَة اللَّام من الْجلد فَكَسرهُ الْمَعْنى مَتى يجد الشَّقَاء من شدَّة شوقه محب لهَذِهِ المحبوبة إِذا قرب مِنْهَا بشخصه تبَاعد عَنْهَا بالعفاف وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد مَتى تشفى مِمَّا بك وَأَنت كلما قدرت امْتنعت
٤ - الْغَرِيب الخرائد جمع خريدة وهى الْجَارِيَة الناعمة قَالَ الواحدى اسْتعْمل تصبى بِمَعْنى أصبى وَهُوَ بعيد الْمَعْنى يُنكر على نَفسه صبوته على الحسان إِذْ كَانَ يخْشَى الْعَار على نَفسه فى الْخلْوَة يهن فَيَقُول إِذا كنت فى الْخلْوَة تبعد عَنْهُن وَلَا تميل إلَيْهِنَّ فَلم تميل إلَيْهِنَّ بقليك
٥ - الْغَرِيب الإلحاح مثل الإلحاف يُقَال ألح عَلَيْهِ بِالْمَسْأَلَة وَأَصله الدَّوَام وألح السَّحَاب دَامَ مطره وألح الْجمل حرن الْمَعْنى يَقُول السقم قد دَامَ على فَهُوَ لَا يفارقنى حَتَّى قد ألفته وَقد ملنى لشدَّة مَا بى من السقم طبيبى وعوائدى الْغَرِيب الحمحمة دون الصهيل والجواد الْفرس الذّكر وَالْأُنْثَى وشجاه يشجوه إِذا أحزنه وأشجاه إِذا غصه والمعاهد جمع معهد وَهُوَ الذى يعْهَد بِهِ شَيْئا تسمى ديار الْأَحِبَّة معاهد لِأَنَّهُ كَانَ يعهدهم بهَا أَيَّام قربه بهم الْمَعْنى يَقُول لما مَرَرْت بِهَذِهِ الدَّار عرفتها جوادى فحمحمت فَكَأَنَّهَا محزونة لذكر أَيَّامهَا ثمَّ تعجب من ذَلِك فَقَالَ وَهل تشجو الديار مُتَعَجِّبا من عرفان فرسه الديار الَّتِى عهد بهَا أحبته وَأخذ أَبُو الْحسن التهامى هَذَا وَزَاد عَلَيْهِ فَقَالَ
(بكَيْتُ فحنَّتْ ناقتى فأجابها ... صَهيلُ جيادى حينَ لاحَتْ ديارُها)
وَقَالَ آخر وَهُوَ التهامى أَيْضا
(وَقَفْت بِها أبكى وَتَرْزِم ناقَتَى ... وتَصْهَلُ أفْراسى ويَدْعو حَمامُها)

1 / 268