Mutanabbi Divanı Şerhi
شرح ديوان المتنبي
Araştırmacı
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Yayıncı
دار المعرفة
Yayın Yeri
بيروت
- الْغَرِيب الْبيض جمع أَبيض وَهُوَ السَّيْف وَالْبيض جمع بَيْضَة وَهُوَ مَا يَجْعَل على الرَّأْس من الْحَدِيد الْمَعْنى يُرِيد أَنهم هزموا وَأَنه صرفهم عَمَّا أَرَادَ وبرق السيوف صَادِق لِأَنَّهُ تبعه سيلان الدَّم وبرق الْبيض خلب لِأَنَّهَا تبرق وَلَا تسيل الدَّم وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد أَن لمع السيوف صَادِق لِأَن السَّيْف إِذا ضرب بِهِ قطع وَبلغ الْبيض وبرق الْبيض لَا يصدق على السيوف لِأَنَّهُ لَا فعل للمع الْبيض فى السيوف فَشبه بالبرق الخلب الذى لَا مطر فِيهِ وَالْأول تَأْثِيره كالبرق الصَّادِق الذى فِيهِ الْمَطَر
٤٠ - الْمَعْنى يُرِيد أَن سيوفك تعلم الخطباء الْخطْبَة بِاسْمِك فى الدُّعَاء يُرِيد أَنَّك أخذت الْبِلَاد بسيفك فَصَارَ كل خطيب بلد يخْطب بِاسْمِك وَقَالَ ابْن جنى لما رأى النَّاس مَا صنعت سيوفك بأعدائك أذغنوا بِالطَّاعَةِ فدعوا لَك على منابرهم رَغْبَة وَرَهْبَة
٤١ - الْمَعْنى يَقُول يُغْنِيك عَن نِسْبَة النَّاس إِلَى قبائلهم وعشائرهم أَن المكرمات انْتَهَت إِلَيْك وَنسب إِلَيْك وَإِن لم يكن لَك نسب فى الْعَرَب فَأَنت أصل فى المكارم وَهَذَا من قَول أَبى طَاهِر
(خَلائقُه للمَكْرُمات مَناسبُ ... تَناهَى إِلَيْهَا كلُّ مَجْدٍ مُوَثَّلِ ...)
وَقَالَ الْخَطِيب لَيْسَ هَذَا مِمَّا يمدح بِهِ وَلَا سِيمَا الْمُلُوك لِأَنَّهُ أشبه بنفى النّسَب عَنهُ ثمَّ أَتَى بقول لَا يَصح مَعْنَاهُ يَقُول أى قبيل يسْتَحق أَن تنْسب إِلَيْهِ وَأَنت فَوق كل أحد
٤٢ - الْمَعْنى يُرِيد أى أسرة تسْتَحقّ أَن تنْسب إِلَيْهَا وَأَنت فَوق كل أحد قَالَ الْخَطِيب هَذَا تهزؤ مِنْهُ وَقد كَانَ يَقُول لَو قلبت مدحى فِيهِ كَانَ هجاء
٤٣ - الْإِعْرَاب فأطرب لم يكن فى مَوضِع عطف وَلَو كَانَ مَعْطُوفًا لفسد الْمَعْنى وَإِنَّمَا هُوَ جَوَاب تَقْدِيره كنت أَتَمَنَّى أَن أَرَاك فَأَفْرَح برؤيتك وأطرب الْمَعْنى قَالَ الواحدى هَذَا الْبَيْت يشبه الِاسْتِهْزَاء لِأَنَّهُ يَقُول طربت على رؤيتك كَمَا يطرب الْإِنْسَان على رُؤْيَة القرد وَمَا يستملحه مِمَّا يضْحك مِنْهُ قَالَ أَبُو الْفَتْح لما قَرَأت عَلَيْهِ هَذَا الْبَيْت قلت لَهُ جعلت الرجل أَبَا زنة وهى كنية القرد فَضَحِك
1 / 186