============================================================
أبد الآباد، مستغرقين في مشاهدته فارغين عن جميع الأوراد.
(تفضه ورحمة)؛ قال رسول الله ة: "ما منكم من أحد يدخل الجنة بعمله، فقيل : ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"(1) .
( ومجوبا) كما قال بعض أهل البدع والأهواء لأنه لا آمر فوقه ولا بب عليه شيء (وله حاكم) يحكم بوجوب شيء وحرمته واياحته وكراهته وحسنه وقبحه (سواه)؛ إذ الحاكم إما الشرع أو العقل، والعقل عاجز عن الحكم، فيكون الحاكم هو الشرع.
(1) أخرجه البخاري في المرض، باب تمني المريض الموت؛ وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل؛ ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله: قال الإمام النووي: اعلم أن مذهب أهل السنة أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب ولا إيجاب ولا تحريم ولا غيرهما من أنواع التكليف، ولا تثت هذه كلها ولا غيرها إلا بالشرع، ومذهب أهل السنة أيضا آن الله تعالى لا يجب عليه شيء، تعالى الله، بل العالم ملكه، والدنيا والآخرة في سلطانه، يفعل فيهما ما يشاء، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلا منه، وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه، ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك، ولكنه أخبر وخبره صدق آنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلا منه: وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل ويوجبون ثواب الأعمال ويوجبون الأصلح ويمنعون خلاف هذا في خبط طويل لهم، تعالى الله عن اخثراعاتهم الباطلة المنابدة لنصوص الشرع وفي ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته، واما قوله تعالى: ادخلوا الجنة بما كنثر تعملو [النحل: 32] . وقوله : (وتلك المحنة التى أورتشموها بما كنير تعملوب} [الزخرف: 72] . ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث، بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح آنه لم يدخل الجنة بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال؛ أي: بسببها، وهي من الرحمة، والله أعلم: (شرح صحيح مسلم ج18/ ص160، 161).
ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 72