============================================================
أن تكون متعلقة بزمان وشخص؛ كعلمه تعالى بحقيقة الإنسان بأنه حيوان ناطق، وكعلمه بأن القمر كلما حال الأرض بينه وبين الشمس يغرض له الخسوف مثلا، والتقييدات الكلية لا تقدح في كليته؛ لأن تقييد الكلي بالكلي لا يخرجه عن كونه كليا.
والمراد بالعلم على الوجه الجزئي هو أنه يعلم الشيء مقيدا بوقت معين وشخص، مثل أن يعلم أن زيدا، ولد فلان، فعل في يوم كذا في ساعة كذا الفعل المعين.
والدليل على أنه عالم من وجوه: -الأول: أن أفعاله محكمة متقنة، كما نرى في الآفاق وفي الأنفس من عجائب المصنوعات وغرائب المخلوقات، وكل من كان أفعاله كلها دائما متقنة كان عالما بفعله. وما نرى من عجائب أفعال الحيوانات فمن إقدار الله تعالى إياها وإلهامه لها.
الثاني: أن ذاته تعالى هوية مجردة عن المادة ولواحقها، حاضرة له، فيكون عالما بذاته؛ لأن العلم حضور الماهية المجردة عن المادة ولواحقها، وذاته تعالى مبدأ لجميع الموجودات؛ لأنه قادر على كل الممكنات موجد لها، والعالم بالمبدأ عالم بمآله؛ لأن من علم ذاته علما تاما علم لوازمه التي هي بلا وسط ومن جملتها أته مبدأ لغيره، فمن علم ذاته علم كونه مبدا لغيره، وذلك يتضمن العلم بالغير لتوقف العلم بالإضافة على العلم بالمتضايفين، فيكون عالما بجميع الموجودات من حيث وقوعها في سلسلة السببية النازلة من عنده، إما طولا؛ كسلسلة المسببية المرتبة المنتهية إليه في ذلك الترتيب، أو عرضا؛ كسلسلة الحوادث التي تنتهي إليه من جهة كون الجميع ممكنة محتاجة إليه، وهو احتياج عرضي يتساوى جميع آحاد السلسلة بالنسبة إليه: الثالث: أنه فاعل مختار(1) وسيجيء بحثه إن شاء الله تعالى، والمختار (1) هذا من أقوى الأدلة على إثبات علمه تعالى، وقد قال الشيخ المحقق شرف الدين ابن التلمساني في بيانه. قد تقرر أن الله تعالى فاعل بالاختيار، والفاعل بالاختيار لا بد
Sayfa 39