============================================================
يجب لصانعها وبارئها من صفات الكمال على وجه يليق بحضرته، فلا شك ان الصفة لا تنفك عن الذات.
وأما الثاني: فلأنا نفرق ببديهة العقل بين قولنا: ذاته، وبين قولنا : ذائه عالم، فلو كانت صفاته عين ذاته لم نجد الفرق بينهما، ولا نشك في أن الصفة أمر زائد على الموصوف ومغاير له.
فإن قيل: ذهب الأشعري إلى أن صفاته لا هو ولا غيره، فكيف يتصور هذا المعنى وبعذ ظاهره لا يخفى على كل لبيب؛ إذ البديهة قاضية بأن كل امرين فرضا إن لم يكن المفهوم من أحدهما عين المفهوم من الآخر يكون أحدهما غير الآخر، وهذا في الظاهر رفع للنقيضين، وفي الحقيقة جمع ما قلنا: قد فسروا الغيرية بكون الموجودين بحيث يقدر ويتصور وجوذ أحدهما مع عدم الآخر؛ أي: يمكن الانفكاك بينهما، والعينية باتحاد المفهومين بلا تفاوت أصلا، فلا يكونان نقيضين، بل يتصور بينهما واسطة بأن يكون الشيء بحيث لا يكون مفهومه مفهوم الآخر ولا يوجد بدونه، كالجزء مع الكل، والصفة مع الذات وبعض الصفات مع بعض، وهذا عين مذهب الأشاعرة، ونعم الوفاق في المعنى، فيكون الخلاف لفظيا: واختلف في مدلول الاسم أهو الذاث من حيث هي هي؟ أم هو الذاث باعتبار أمر صادق عليه عارضي له ينبي عنه؟ ولذلك قال الشيخ: قد يكون الاسم - أي: مدلوله - عين المسمى؛ أي: ذاته من حيث هي، نحو: "الله"، فإنه اسم علم للذات من غير اعتبار معنى فيه.
وقد يكون غيره، نحو "الخالق" و"الرازق" مما يدل على نسبته إلى غيره، ولا شك أن تلك النسبة غيره.
وقد يكون لا هو ولا غيره، ك"العليم"، و"القدير" مما يدل على صفة حقيقية قائمة بذاته؛ لأن مذهبه أن تلك الصفة لا هو ولا غيره: وكذا الحال في الاسم؛ أعني: في الذات المأخوذة مع تلك الصفة.
ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 37