============================================================
النظر وحده لا يفيد النجاة في الآخرة، ولا يكمل الإيمان به في الدنيا.
ورد عليهم باجماع من قبلهم على حصول النجاة بالمعرفة الحاصلة بلا
معلم ، والآيات الآمرة في النظر في معرفة الله سبحانه متكررة متكثرة في معرض الهداية إلى سبيل النجاة من غير إيجاب التعليم نعم، إذا كان هناك معلم كان الآمر آسهل.
(ق) أجمعوا (على أن يلعائم صانعا)، وقد يستدل عليه بحدوثه كما مر، أو بامكانه جوهرا كان أو عرضا.
فأما الاستدلال بإمكان جواهره، هو أن العالم ممكن؛ لأنه مركب من الجواهر الفردة إن كان جسما، وكثير إن كان جسما أو جوهرا فردا، والواجب لا تركيب فيه ولا كثرة، بل هو واحد حقيقي، وكل ممكن فله علة مؤثرة؛ لأنه لما استوى وجوده وعدمه امتنع وجوده بغير مرجح وأما الاستدلال بإمكان أعراضه مقيسة إلى محالها، هو أن الأجسام متماثلة متفقة الحقيقة؛ لتركبها من الجواهر المتجانسة، فاختصاص كل من الأجسام بما له من الصفات جائل فلا بد في التخصيص من مخضص: قديما) لا أول لوجوده؛ إذ لو كان أيضا حادثا لاحتاج إلى صانع آخر، ويتسلسل أو يدور، واللازم باطل، والملزوم مثله.
(لم يزل) لا بداية له، (وله يزاي) لا نهاية له؛ لامتناع عدمه؛ لأن القدم ينافي العدم؛ لأن كل ما هو قديم فهو واجب لذاته، فإنه لو لم يكن واجبا لذاته لكان جائز العدم في نفسه، فيحتاج في وجوده إلى مخضص فيكون محدثا(1) (1) قال الامام السنوسي في شرح العقيدة الكبرى: البقاء عبارة عن سلب العدم اللاحق للوجود. والدليل على وجوب هذه الصفة له ع أنه لو قذر لحوق العدم له- تعالى عن ذلك علوا كبيرا - لكانت ذاته العلية تقبل الوجود والعدم لفرض اتصافه بهما، ولا تتصف ذاته بصفة حتى تقبلها، لكن قبوله ع للعدم محال؛ إذ لو قبله لكان العدم والوجود بالنسبة إلى ذاته سيان؛ إذ القبول للذات نفسي لا يتخلف؛ فيلزم افتقار وجوده إلى موجد يرجحه على العدم الجائز، فيكون حادثا، كيف وقد ثبت بالبرهان القطعي وجوب قدمه؟! فبان لك بهذا البرهان أن وجوب القدم يستلزم أبدأ وجوب ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 31