============================================================
أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"(1)، فإن المراد شعب الايمان قطعا، لا نفس الإيمان، فإن إماطة الأذى عن الطريق ليس داخلا في أصل الإيمان حتى يكون فاقده غير مؤمن بالإجماع، فلا بد في الحديث من تقدير مضاف(2).
الثالث: أن تجعل الأعمال آثارأ خارجة عن الإيمان، لكنها بسببه، فإذا أطلق عليها بالمجاز فهو من باب إطلاق السبب على المسبب، وهذا مذهب الخلفب: الرابع: أن يقال: إنها خارجة بالكلية، لا يطلق عليها حقيقة ولا مجازا، وهذا باطل لا يمكن القول به.
اعلم أن الإسلام هو الانقياد الظاهر، وهو التلفظ بالشهادتين والإقرار بما يترتب عليهما، والإسلام الكامل الصحيح لا يكون إلا مع الإيمان والإتيان بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج وبين أصل الايمان الإسلام عموم وخصوص من وجه؛ لاجتماعها في بعض الأشخاص كالمؤمن والعاصي، ولوجود الإسلام بدون الإيمان في قوله تعالى: قالت الأقراب *امنا قل لم تؤمنوا وللكن قولوا أسلمنا [الحجرات: 14]، ويصح آن يحكم على شخص بأنه مسلم وليس بمؤمن إذا صدر منه ما ينافي الإيمان من أفعال الكفر، والإسلام الذي اثبته الله لهم هو المعتبر في الشرع ظاهرا لأنه تجري عليهم أحكامه من عصمة دمائهم وأموالهم وغيرها وإن لم يكن صحيحا في نفس الأمر عند الله، فما قيل: إن ما أثبته هو الإسلام اللغوي لا الشرعي، فمردود.
ولو وجد الايمان بدون الإسلام حالة الإكراه بتلفظ كلمة الكفر، وفيمن صدق بقلبه الرسول ة ولم يتيسر له الإقرار بأن كان بين الكفار، أو مات فجأة عقيبه، فإنه مؤمن فيما بينه وبين الله وإن لم يكن مؤمنا عند الناس ظاهرا (1) أخرجه مسلم في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها (2) وهو: شعب الإيمان الكامل: ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 111