(وأوقفوا العباد على سبيل النجاة) هو جميع ما افترض الله عليهم، لأنه سبيل لنجاتهم من النار.
(وسلكوا بهم على مناهج السلامة)، وهي طريق الجنة وهي السلامة.
(وحذروهم طرق الحيرة).
وهي مأخوذة من الضلالة، والرجوع إلى الباطل في كل مقالة.
(واحتملوا في جنب مرضاته الصبر في البأساء والضراء، صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته).
ولقد نقل إلينا من غير جهة ماكان عليه الأنبياء صلوات الله عليهم في ابتداء دعائهم من المحن والبلاء من ظالمي أممهم، مالايحتمل ذكر بعضه هذا الكتاب، وماصبروا عليه من الجهاد والقتل والعناد، ونبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم هو أشدهم بلاء، وأكثرهم عناء، على ماوصل إليه من أذى قومه وعشيرته، حتى كتبوا بينهم كتابا على أسرته، وحرموا عليه البيع والشراء، ومنعوهم بسببه مرافق الدنيا، مع ما اتصل إليه في نفسه من الأذى، ولما اتسع نطاق الإسلام، واستمر بعد الهجرة منه النظام، عرضت عليه مفاتيح خزائن الأرض فلم يقبلها، واختار ماهو عليه من ضيق الحال وقلة المال، لعلمه بالانتقال من الدنيا والزوال.
Sayfa 77