Sharh Bab Tawhid Al-Uloohiyah min Fatawa Ibn Taymiyyah
شرح باب توحيد الألوهية من فتاوى ابن تيمية
Türler
حكم تقسيم التوحيد إلى أكثر من ثلاثة أقسام
السؤال
هل صحيح أن بعض أهل العلم قسَّم التوحيد إلى أكثر من ثلاثة أقسام؟
الجواب
نعم، فمسألة التقسيم هذه أمور اصطلاحية ترجع إلى استقراء المعاني واستقراء الألفاظ، والتوحيد أصلًا هو توحيد الله ﷿ لا ينقسم، لكن من الناحية العلمية التنظيرية لا شك أننا نجده أقسامًا عديدة، فالخبر عن أسماء الله ﷿ هو توحيد الأسماء، والخبر عن صفات الله هو توحيد الصفات، والخبر عن أفعال الله هو توحيد الأفعال، وما يتعلق بالربوبية هو توحيد الربوبية، وما يتعلق بالعبادة لله ﷿ يسمى توحيد العبادة أو الألوهية، ويمكن أن تقسم التوحيد إلى أكثر من ذلك أيضًا، وقد يصل إلى عشرة أقسام أو أكثر؛ لأنك إذا أخذت مفردات العبادة فستجد كلها توحيدًا، فتوحيد التوكل معناه: وحّدت التوكل على الله ﷿، وتوحيد الإنابة واليقين هو توحيد توجه الإنسان إلى الله ﷿، وتوحيد الربوبية يمكن أن نقول: هو توحيد الخلق، توحيد التدبير لله ﷿، فهو خالق الخلق، توحيد الرزق؛ لأنه لا رازق إلا الله وهكذا ليس هناك مانع في التقسيم، فتقسيم التوحيد تقسيم اصطلاحي علمي فني، وهو نتيجة لاستقراء نصوص التوحيد، فتجد أن هناك أشياء تتعلق بإثبات الربوبية، ويمكن أن هذا يسمى بتوحيد الربوبية، وأشياء تتعلق بالصفات الإلهية يمكن أن تسمى بتوحيد الإلهية، ونصوص تتعلق بإثبات صفات الله ﷿ يمكن أن نسميها بتوحيد الصفات، وأسماء الله يمكن أن نسميها بتوحيد الأسماء، وأفعال الله ﷿ يمكن أن نسميها بتوحيد الأفعال، لكن الأقسام الرئيسية للتوحيد ثلاثة: الربوبية، وهذا واضح جدًا، الإلهية، وهذا واضح جدًا، الأسماء والصفات وهذا واضح جدًا، يمكن أيضًا اختصار أنواع التوحيد إلى اثنين: الربوبية، والإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات في الربوبية من وجه، وفي توحيد الإلهية من وجه آخر، وأغلب الأسماء والصفات تدخل في توحيد الربوبية.
3 / 19