Esmâ-ül Hüsna Şerhi
شرح الأسماء الحسنى
فهو اعدل من أن يثنى على عبده وقال أهل التحقيق ان ذلك خاص وان خرج مخرج العموم لما يلحق من مصائب الأطفال والمجانين ومن لا ذنب له من الأنبياء والمؤمنين والأئمة يمتحنون بالمصائب وان كانوا معصومين من الذنوب لما يحصل لهم على الصبر عليها من الثواب انتهى أقول التحقيق ان الآية من باب التخصص لا التخصيص بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة إذ لا مصيبة بالنسبة إليهم كما ذكرنا في البلايا يا مجزل العطايا مجزل اسم فاعل اجزل من جزل كفرح أو كرم بمعنى عظم يا واهب الهدايا الهبة فيه تعالى كالكرم وقد مر بيان معناه بما لا مزيد عليه فتذكر يا رازق البرايا جمع البرية أي الخلق من البرى بمعنى التراب يا قاضى المنايا من القضاء بمعنى الحتم وقضاء للنية على النفوس ايصالها إلى غاياتها الذاتية واستكمالاتها الجوهرية والى غاياتها العرضية إذ لو بقيت اشخاص الناس والحيوانات بلا نهاية لكان السابقون قد أفنوا المادة التي منها التكون فلم يبق لنا مادة يمكن ان يوجد ونتكون منها ولو بقيت لنا مادة لم يبق لنا مكان ورزق وان قلنا نبقى نحن والذين بعدنا على العدم دائما ويبقى الأولون على الوجود ابدا فذلك مناف للحكمة إذ ليسوا بدوام الوجود أولي منا بل العدل يقتضى ان يكون للكل حظ من الوجود فوجب ان يموت السابق ليكون لوجود اللاحق امكان والسبب الطبيعي الذي جعله الجاعل الحق للموت وقوف الغاذية فإنها قوة جسمانية متناهية التأثير والقوى الفلكية وإن كانت جسمانية لكنها لما يسخ عليها من نور العقل المفارق تكون قوية على الافعال الغير المتناهية وهذه الأبدان العنصرية لكونها مركبة من الأضداد يمتنع فيها ذلك ونقل عن سقراط ان فعل الحرارة الغريزية في المنى إذا وقع في الرحم يشبه فعل حرارة التنور في الرغيف الذي يلتصق به فان حرارته تفعل في ظاهره حتى يحدث أولا شئ كالقشر ثم يعمل في الباطن من تلك القشر ونشويه حتى يحصل النضج وكذلك الحرارة التي في المنى تجعل له أولا قشرا ثم يفشو تلك الحرارة بحسب مقدار بدن المولود وتنبسط فيه حسب انبساط في الطول والعرض والعمق فما كانت الرطوبة في جوهره قليلة استكملت صورته بفعل المصورة في ستة أشهر وما كانت الرطوبة في جوهره وافرة تمت الصورة في زمان أكثر حتى يبلغ زمان الحمل في الكثرة حسب زيادة الرطوبة إلى ثلاثمأة وأربعة أيام فالمولود يولد والرطوبة غالبة عليه ولذلك لا يقدر على الانتصاب والانبعاث في الحركات ثم لا يزال الحرارة الغريزية التي جعلها الباري مركوزة فيه عاملة في تجفيف رطوبات الأعضاء رويدا رويدا فتصير فيه أولا تهيؤ للعقود
Sayfa 57