Esmâ-ül Hüsna Şerhi
شرح الأسماء الحسنى
الأشياء معلوم لأكثر الناظرين واما نحن فبضل الله وجوده قد بينا ذلك في جوهريات الطبايع المادية على وجه لم يتيسر لاحد بعد المعلم الأول ومن يحذو حذوه جسما سلف ذكره من كيفية تجدد الطبيعة وتقوم وجود كل جزء بالعدم وعدم كل جزء منها بالوجود فعلى هذا يجب ان يكون العدم معدودا من جملة المبادى المقومة للكاينات فان العدم شرط في كون الشئ متغيرا وإذا كان التغير في جوهر الشئ وقوامه كان للعدم شركة في تقويمه مع ساير المقومات فرفع العدم بالكلية عما هو متغير في ذاته موجب رفع ذاته من غير عكس فالعدم على هذا الوجه مبدء بمعنى انه لا بد منه في وجود الشئ ولو نوقش في اطلاق اللفظ وقيل المبدء هو الذي لا بد من وجوده في وجود شئ فلا مناقشة لنا في ذلك مع قائله فليستعمل بدل المبدء المحتاج إليه فالعدم لا بد من اخذه في تحديد المتغير المستكمل وكذا لا بد من اخذ الصورة فيه على أن هذا العدم ليس هو العدم المحض بل عدم له نحو من الوجود كأنه عدم شئ مع تهيؤ واستعداد في مادة معينة فان الانسان لا يتكون عن كل لا انسانية بل لا انسانية في قابل الانسانية لكن الكون باعتبار الصورة لا العدم والفساد باعتبار العدم لا الصورة وقد يقال إن الشئ كان عن الهيولي وعن العدم ولا يقال عن الصورة فيقال ان السرير كان عن الخشب أو كان عن اللا سرير انتهى اللهم إني أسئلك باسمك يا فاعل يا جاعل يا قابل توبات العباد ومعاذيرهم ويجوز ان يكون بالهمزة من القول يا كامل من جميع الوجوه فإنه تام لا حالة منتظرة فيه بل فوق التمام يا فاضل له من الفضايل أبهاها واسناها ومن الفواضل أعمها وأعلاها يا فاصل يفصل بين الحق والباطل في العاجل والأجل يا عادل بعدله أقام السماوات والأرضين فوضع كل شئ منها في موضعه وأوفى كل ذي حق حقه اعطى كل شئ خلقه ثم هدى فأول معدلة نشأت منه اعطاء الأعيان الثابتة مقتضياتها الذاتية في المرتبة الواحدية وايتاء مسؤلات ألسنتها الثبوتية في الحضرة العلمية كما قال تعالى ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد إذ ما عاملهم الا بما علم منهم وأيضا عادل بمعنى انه عدل بعض اجزاء المعتدل ببعض كما قال تعالى الذي خلقك فسواك فعدلك فعدل جوهر النفس الناطقة الكاملة في الانسان بالفعل مراتبها بعضها ببعض كتعادل الأسماء التشبيهية بالأسماء التنزيهية واللطفية بالقهرية على السوية وكذا في الأخلاق حتى يحصل ملكة العدالة المركبة من الحكمة والعفة والشجاعة والسخاوة
Sayfa 260