Nevavi'nin Kırk Hadisi Şerhi

Ibn Daqiq al-'id d. 702 AH
104

Nevavi'nin Kırk Hadisi Şerhi

شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية

Yayıncı

مؤسسة الريان

Baskı Numarası

السادسة

Yayın Yılı

٢٠٠٣ م

الظالم أوشك أن يعمهم الله بعذاب، قال الله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ١. فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضى الله ﷿ أن يعتني بهذا الباب فإن نفعه عظيم لاسيما وقد ذهب معظمه ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته فإن الله تعالى قال: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ ٢. واعلم أن الأجر على قدر النصب ولا يتركه أيضًا لصداقته ومودته: فإن الصديق للإنسان هو الذي يسعى في عمارة آخرته وإن أدى ذلك إلى نقص في دنياه وعدوه من يسعى في ذهاب آخرته أو نقصها وإن حصل بسببه نفع في دنياه. وينبغى للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون من ذلك برفق ليكون أقرب إلى تحصيل المقصود فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وعابه. ومما يتساهل الناس فيه من هذا الباب: ما إذا رأوا إنسانًا يبيع متاعًا أو حيوانًا فيه عيب ولا يُبيُّنه فلا ينكرون ذلك ولا يعرفون المشتري بعيبه وهم مسئولون عن ذلك فإن الدين النصيحة، ومن لم ينصح فقد غش. وقوله ﷺ: "فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه" معناه: فلينكره بقلبه، وليس ذلك بإزالة وتغيير لكنه هو الذي في وسعه.

١ سورة النور: الآية ٦٣. ٢ سورة الحج: الآية ٤٠.

1 / 114