============================================================
شرح الأنفاس الروحانية عند أهل اللغة الروح هو الريح المتردد في الإنسان فكذلك عندهم هو الريح لا غير. هذا متعارف مشهور عند العامة، فضلا عن الخواص يقولون انقطع نفس المريض إذا مات، وانقطع تردد الريح فيه ولم ينقطع نفسه بعد، أي بقى رمقه بعد وهذا ظاهر، وروي في الخبر عن النبي "لا تسبوا الريح، فإتها نفس الرحمن") سمى الريح نفسا.
أما اصطلاح هؤلاء المشايخ يريدون بالنفس متحرك الفاء: ما يتروح به الصوفي، ويتسلى به السالك في طريق الله السائرين إلى الله تعالى ويستريح به عيما هو فيه من حرقة المحبة، وكلقة الحال عليه، ومشقة الشوق إليه، والمشابهة من اصطلاحهم هذا.
ومن اصطلاح أهل اللغة: أن الحيوان يستريح بنفسه الذي هو الريح المتردد فيه، ويلائمه ذلك الاسترواح حتى لو امسك عنه ذلك الريح المتردد فيه هلك في الحال، وقد وجد ذلك في آنفاسهم المصطلحة بينهم، لأن الصوفي يستريح بذلك النفس حتى لو أمسك فيه ربما هلك في الحال، ثم إن ذلك النفس ربما يكون قولا، وربما يكون فعلا، وربما يكون تأوها، وأنينا، وصياحا على ما يعرف زيادة الشرح لذلك عند شرح الألفاظ في الأبواب هذا في أنفاس العباد.
فأما الأنفاس الرحمانية: فالمراد منها تجلى صفات الذات، أو صفات الفعل، والقول على ما يعرف عند شرح الألفاظ، وإنما سموه بذلك تشبيها بنفس الصبح، إذا تجلى من ظلمة الليل، وتجلي الصفات يشبه ذلك، ولا يفهم ذلك إلآ البالغون.
(1) رواه الترمذي (4/ 521)، والنسائي (6/ 132)، وابن ماجه (1228/2)، واحمد (2/ 250) .
Sayfa 99