75

Sharḥ al-Mawāqif

شرح المواقف

Türler

============================================================

المرصد الثاني- في تعريف مطلق العلم سوى تعريفها (وإلا لم يحصل بهما معرفة (لماهية العلم، لأن محصل المعرفة بشيء لا بد آن يفيد تميزه عن غيره لامتناع حصول معرفته بدون تميزه، واعلم أن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى صرح في المستصفي بأنه يعسر تحديد العلم بعبارة محررة جامعة للجنس، والفصل الذاتيين فإن ذلك متعسر في اكثر الأشياء بل في أكثر المدركات الحسية، فكيف لا يعسر في الإدراكات الخفية، ثم قال: إن التقسيم المذ كور يقطع العلم عن مظان الاشتباه والتمثيل بادراك الباصرة، يفهمك حقيقته فظهر

الشيء، فهو معرف له، واشتراط المساواة وكوته لازما بينا ومحمولا، إنما هو لكماله، وإلا يلزم أن لا يكون المنطق مجموع قوانين الاكتساب: قوله: (إذ لا يعنى) على صيغة الغائب اي لا يعني الغزالي من التحديد سوى التعريف حيث فرع على غيره أن طريق معرفته القسمة والمثال، ولو كان مراده التحديد الحقيقي لكان الواجب أن يقول فطريق معرفته الرسم، واورد هذا الكلام بعد إبطال الرسوم التي ذكرها القوم.

قوله: (للجنس والفصل الذاتيين) قيدهما بالذاتيين للتنصيص على المراد، والاحتراز عن لهما على معنى المشترك والمميز.

وله: (يفهن حقيقته) ولو بوجه ما.

احد من العقلاء، فبهذا يظهر جواز كون شيء طريقا إلى معرفة شيء من غير أن يكون معرفا له لانتفاء شرائطه، وهو كوته بين الثبوت في جميع أفراده بين الانتفاء عما عداه، وإن اشتهر بينهم من أن القسمة الحقيقية لانطوائها على ما به الاشتراك وما به الامتياز يعرف منها تعريفات الاقسام، وإن مال المثال إلى التعريف الرسي ليس شيء منهما على إطلاقه.

قوله: (إذ لا يشى يتحديدها صوى تعريفها) لا شك آن المتنازع فيه حقيقة العلم، ولهذا أجاب عن دليل الفرقة القائلة بضروريته بأن التصديق إنما يتوقف على تصور طرفية بوجه، فالحق ان المراد التحديد كما حققه الشارح.

قوله: (للجنس والفصل الذاتيين) إنبا قيد الجنس والفصل بالذاتيين لان القدماء كاتوا يسون ما به الاشتراك جنسا كالمتنفس للحيوان، وما به الامتياز فصلا كالضاحك والناطق، وبهذا يظهر ان فهم التحديد الحقيقي من قول الغزالي في المستصفي ليس فهم المقيد من المطلق بل صريح كلامه دال على ذلك هذا وقد يقال: كلام الإمام في البرهان صريح في إرادة عسر التحديد مطلقا، ولا شك ان مذهب الغزالي والإمام واحد، ويؤيد ذلك قولهم : فطريق معرفته القسمة والمثال إذ الاظهر حيتيذ، أن يقال: طريق معرفته الرسم بلا عدول عنه إذا أمكن إلى ما هو غير متعارف، غاية ما في الباب، أن منع التحديد بالعبارة ومتع الرسم بالإشارة نقل الرسوم وإبطالها، ثم الانتقال إلى غير الاعرف فيه تامل.

قوله: (والتمثيل بادراك الباصرة يفهمك حقيقته) فيه تأمل لأن تفهيم الحقيقة بكنهها لا يصل من المثال، وتوجيهها لا يفتض به لحصوله بالتقسيم وغيره فلا وجه للتخصيص

Sayfa 75