============================================================
المرصد الخامس المقصد الثالث : النظر الصحيح عند الجمهور معارض النظر الصحيح في المقدمات القطعية معدوم في نفس الأمر. الشبهة (الرابعة إما أن يستلزم العلم) بالمنظور فيه (أولا والأول ينافي كون عدم العلم) بالمنظور فيه (شرطا له) أي للتظر لأن عدم اللازم مناف لوجود الملزوم، فلا يكون شرطا له لكن عدم العلم بالمنظور فيه شرط للنظر، لثلا يلزم تحصيل الحاصل على ما سياتي (والثاني) وهو أن لا يستلزم النظر العلم بالمنظور فيه (هو المطلوب قلنا: يستلزمه بمعنى أنه يستعقه عادة) كما هو مذهبنا أو إعدادا أو توليدا على مذهب الحكماء والمعتزلة، فإذا تم النظر حصل العلم كما أنه إذا تمت الحركة الحسية وصل إلى المكان الذي قصد بها الحصول فيه (لا بمعنى أنه) يعني النظر (علة موجبة له) أي للعلم بالمنظور فيه كايجاب حركة اليد حركة المفتاح حتى يلزم اجتماعهما في الزمان معا (وذلك) الاستلزام الذي هو بمعنى الاستعقاب (لا ينافي كون عدم العلم) بالمنظور فيه (شرط له) أي للنظر الشبهة (الخامة المطلوب إما معلوم فلا يطلب) قوله: (النظر إما أن يستلزم إلخ) تقريرها آنه لو كان النظر مفيدا للعلم، فإما أن يكون مستلزما للعلم بالمنظور فيه أولا، والأول باطل فتعين الثاني وهو المطلوب.
قوله: (والأول ينافي إلخ) يعني ان النظر لكونه عبارة عن الحركتين، أو عن الترتيب الذي هو ملزوم لهما امر زماني يحصل في تمام الزمان الذي ابتداؤه المطلوب المشعور به بوجه، وانتهاؤه حصول المطلوب، فلو كان مستلزما للعلم كان مجامعا معه في تمام ذلك الزمان، مع أنه مشروط بعدم العلم في تمام ذلك الزمان، فيلزم اجتماع العلم بالمطلوب وعدمه فى ذلك الزمان وهو محال، وبما ذكرنا ظهر أن ما قيل أن المستلزم هو تمام النظر، وعدم العلم بالمنظور فيه شرط في أثناء النظر وابتدائه لا عند تمامه ليس بشيء منشؤه قلة التدبر، قيل: إن هذه الشبهة تجري في الإحساس مع أنه ينيد العلم عند كم، والجواب أنهم لا يدعون أن الإحساس يفيد العلم بمعنى أن لا يتخلف عنه اصلا، فإن الحس يغلط كثيرا بل إنه قد يترتب العلم عليه فلا نقض قوله: (يستلزمه بمعنى آنه يستعقبه إلخ) خلاصته إنكم إن أردتم بالاستلزام الاستعقاب أي حصوله بعد النظر بلا تخلف، فنختار الشق الأول ولا نسلم المنافاة المذ كورة لاختلاف زماني العلم وعدمه، وإن أردتم امتناع الانفكاك في الوجود، فنختار الشق الثاني ولا نسلم حصول الطلوب، وهو عدم إفادته العلم لكونه مستعقبا له بلا تخلف.
قوله: (المطلوب إما معلوم إلخ) تقريرها أنه لو افاد النظر العلم بالمطلوب، وعلم انه علم قوله: (الرابعة النظر إما أن يستلزم العلم) فيه بحث أما أولا، فلأن المستلزم هو تمام النظر وعدم العلم بالمنظور فيه شرط في اثناء النظر، وابتدائه لا عند تمامه، تعم الواقع أنه معد لا يتحقق العلم بالنتيجة مع تمامه أيضا، بل بعده لكن لا لأنه شرط عدمه عتد تمامه، وأما ثانيا فلجريانه في الإحساس والعلم الحاصل به كما لا يخفى
Sayfa 233