Sharh al-Hamawiyyah by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi
شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي
Türler
الأدلة على صفة العلو لله ﷾
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [الأنعام:١٨]، وقوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥]، وقوله: ﴿أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك:١٦]، وقوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر:١٠].
وقال: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ [السجدة:٥]، وقال: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج:٤]، وقال لعيسى: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران:٥٥]].
وهذه وما بعدها كلها أدلة تدل على صفة العلو للرب ﷾، فالعروج يكون من أسفل إلى أعلى، والصعود كذلك من أسفل إلى أعلى، والرفع كذلك، فدل على أن الله في العلو.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء:١٥٨]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ [الأعراف:٢٠٦]].
فقوله تعالى: ﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [الأعراف:٢٠٦]، يعني في العلو؛ لأن تخصيصهم بها يدل على أنهم في العلو.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وذكر الآلهة: أن لو كانوا آلهة لابتغوا إلى ذي العرش سبيلًا، إلى طلبه حيث هو، فقال: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾ [الإسراء:٤٢]].
فهذا فيه إثبات العلو وأن الله تعالى فوق العرش.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ [الأعلى:١]].
فاسمه الأعلى ﷾ يثبت العلو.
وهناك آلاف الأدلة، كما قال ابن القيم، بأن هناك ما يزيد على ثلاثة آلاف دليل، كلها تدل على إثبات علو الرب ﷾.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قال أبو عبد الله: فلن ينسخ ذلك أبدًا].
أي: الأخبار التي أخبر الله بها عن نفسه، ووصف بها نفسه لن تنسخ.
6 / 8