Sharh al-Arba'in al-Nawawiyyah - Abdul Karim al-Khudair
شرح الأربعين النووية - عبد الكريم الخضير
Türler
«من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها» من حفظ هل يكفي أن يعمد إلى الحفظ، ويحفظ هذه الأربعين أو غيرها من الأربعينيات، فيدخل في الحديث لعموم من حفظ والحفظ حفظ الصدر كما هو الأصل، أو يكون يؤلف ويجمع للناس أربعين حديثًا مثل ما فعل النووي وغيره؟ الحفظ أعم من أن يكون حفظ صدر، أو حفظ كتاب «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء»، وكما هو معلوم هذا حديث ضعيف شديد الضعف عند أهل العلم، وفي رواية «بعثه الله فقيها عالمًا»، وفي راوية أبي الدرداء «وكنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا»، وفي رواية ابن مسعود ﵁ «قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت» وفي رواية ابن عمر ﵁ «كتب في زمرة العلماء، وحشر في زمرة الشهداء».
ولا شك أن هذا ترغيب عظيم في جمع الأربعين لو صح، لكنه كما قال النووي: "اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف"، "اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه"، "وإن كثرت طرقه"، فهو مروي عن جمع غفير من الصحابة وعن كل صحابي جمع من التابعين وهكذا، مما لم يحصل مثله لكثير من الأحاديث الصحيحة، يعني الحديث الأول حديث عمر ما رواه عن النبي ﵊ مما يثبت بالأسانيد إلا عمر بن الخطاب، وما رواه عن عمر إلا علقمة على ما سيأتي، وما رواه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي، وما رواه عنه إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، واتفق العلماء، أجمع العلماء على صحته وهذا مروي عن جمع غفير من الصحابة، واتفق الحفاظ على ضعفه فالعبرة بالأسانيد ونظافتها وصحتها، وصحة النسبة إلى النبي ﵊، طيب.
1 / 19