135

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

Yayıncı

دار الوطن للنشر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ

Yayın Yeri

الرياض

Türler

فأنت إذا أخذت النصوص على ظاهرها سلمت من كل شيء، وعظمت الله حق تعظيمه، ولن تحتاج إلى أن تتكلم في ذات الله كأنما تشرح جسما من أجسام الآدميين، كما يوجد عند بعض الناس الآن، حتى إني رأيت كتابا لبعض الناس يسال: هل يقال أن الله ذكر أو أنثى؟ أعوذ الله إلى هذا الحد - نسأل الله العافية؟!
والله إن هذا الإنسان ليس في قلبه تعظيم لله ﷿ وهو يفرض هذا الفرض، فتجد من يقول: أقم دليلا على أن الله ذكر؟! وتجد من يفرض ويقول: هل الله واحد أو متعدد؟ والله يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) (الحجر: الآية ٩) فنحن هنا جماعة؟! فإذا أراد الإنسان السلام فليدع هذه الأشياء، فماذا أنت يا ابن ادم بالنسبة للسماء وبالنسبة للأرض وبالنسبة للأشجار؟! لست بشيء فكيف تتكلم في خالق السموات والأرض بأشياء ما تكلم بها عن نفسه، ولا تحدث بها رسوله ﵊، ولا قالها من هم احرص منك على الخير وأشد منك تعظيما لله؛ وهم الصحابة ﵃.
ولما قال الرسول ﷺ: «إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له.. إلى آخره) (١) لم يفكر الصحابة ﵃ كيف ينزل الله تعالى وكيف يصعد، بل فكروا كيف يستغلون هذا الوقت بالاستغفار والدعاء والسؤال، وهذا هو الذي أراده الرسول ﷺ منهم، فالرسول ﷺ ما أراد منهم أن يفكروا كيف نزل ومتى يصعد وكيف

(١) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، رقم (١١٤٥)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم (٨٥٧) .

1 / 140