قال: يصفُ جنديًا، فكما تركه على ما كان عليه، قبلَ إلحاقِ اللام، من كونهِ على حرفين، أحدهما حرفُ لين، فلم يخرجه بذلك عن حكم الأصوات، كذلك إذا أدخلَ الامَ.
ويقوّى ذلك أنّ لحاقَ اللامِ الأسماءَ لا يوجبُ لها الأعرابَ، ألا ترى قولهم: الآن، والذى، والتى، واللاتى، ونحوِ ذلك. فأمّا ما ذكرهَ سيبوبه، من أنّ منهم من يقول: هذا يومُ أثنين مباركًا فيه، فيحذفُ اللامَ منه، فالذي فعل ذلك خالف بينه وبين الأسماءِ الأخرِ، لأن تلك على أمثلةِ الأسماءِ التي ليست بعددٍ، فأشبه من أجل ذلك العّباس َ ونحوه.
ولمّا كان اثنان على لفظ العددِ، جعله بمنزلةِ (أمثلة) الأسماء التي لا تشبه الصّفات، إذا جعلتْ أعلامًا. والذي ألحق اللامَ فقال: الاثنان، جعله بمنزلةِ الأحدِ، لأنه عددُ، وقد أدخلوا اللامَ، فكأنّه أراد الشيءَ بعينه في العددَ، كما يريده في الصّفة، فجعله بمنزلةِ تسميتهم الاسمَ بالفضلْ، في إلحاق لامِ المعرفةِ به، لمّا جعله إيّاه في المعنى، ولم يقولوا هذا في زيدٍ، وإن كان في الحقيقة زيادةً في عدد المولودِ له، وفى عدّتهِ، كما فعلوا ذلك بالفضل، لأنّ ذلك كلّه مذهبُ ووجهُ، فله أن يستعمل أحدهما ويرفضَ الآخر، وله أن يجمعَ بينهما، كما قال:
1 / 37