بينت قالته العرب أنسب؟ فقال: قول امرئ القيس:
أفاطم ميلا بعض هذا التدلل ... البيت.
وقد تحامل عليه الإمام الباقلاني في كتاب «إعجاز القرآن» بقوله: فيه ركاكة جدًا وتأنيث ورقة، ولكن فيها تخنيث، ولعل قائلا أن يقول: كلام النساء بما يلائمهن من الطبع أوقع وأغزل، وليس كذلك، لأنك تجد الشعراء في الشعر المؤنث لم يعدلوا عن رصانة قولهم، والمصراع الثاني منقطع عن الأول لا يلائمه ولا يوافقه، وهذا يبين لك إذا عرضت معه البيت الذي تقدمه، وكيف ينكر عليها تدللها، والمتغزل يطرب على دلال الحبيب وتدلله! هذا كلامه، وفيه أنه لم ينكر دلالها رأسًا، وإنما طلب تخفيف دلالها المفرط وتأخيره إلى وقت آخر.
وهذا البيت مقفى، والتفقيه: أن يتساوى العروض والضرب من البيت في الوزن والروي من غير نقص ولا زيادة، وأكثر ما تكون التقفية في مطلع القصيدة، كما في قوله:
قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل ... البيت ...
وقد يأتي في أثنائها كما وقع له هنا. وقوله: وإن تك قد ساءتك، أي: آذتك، والخليقة والخلق واحد، وتنسل: تسقط، يقال: نسل ريش الطائر إذا سقط، وأنسل إذا نبت، والنسول: سقوط الريش والوبر والشعر، وفعله من باب نصر، وقوله: فسلي ثيابي من ثيابك، أي: انزعي قلبي من قلبك، وهذا تمثيل كما في قوله تعالى: ﴿وثيابك فطهر﴾ [سورة المدثر /٤]، وقال عنترة:
1 / 17