فيثني على ملابسهم الوطنية وهي السراويل البيضاء والشملة المزركشة والنعال الحمر المعقفة الرأس في طرفها رعث أزرق تدعى بال «تساروكاس»
tsaroukas
وتبلغ قيمة لبس كل فرد ثلاثة آلاف فرنك، وهذه الفرقة اختصها الملك لنفسه بصفة حرس شرف.
ولما لم يبق في العاصمة ما يستلفت أنظار سياحنا وتصبو لمشاهدته العين، شرعوا لترويح النفس بامتطاء الجياد ذهابا إلى الأرباض، فزاروا مرثون وأطلال دلف وأولمبية. أما «شرل» فقد عهد إليه القيام بإدارة وتنظيم شئون هذه الرحلات التي كان بمعارفه الواسعة وأساليبه الفنية يزيدها رونقا ولذة بحيث تتوفر فيها الفائدة والانبساط.
بل كان كأنه تقمص من الحياة ثوبا جديدا في تلك الديار العظيمة بتاريخها، أجل، إنه بالوقوف لدى معاهد اليونان وأطلالهم تتنبه شعائر علماء الآثار القديمة وتزداد فيهم أميال التأمل والاستطلاع، فلا غرو والحالة هذه إذا ما رأينا «شرل» متغاضيا عن جميع المشاغل إلا العلم؛ ولذلك فإن شفتيه لم تكونا لتتلفظا باسم «وردة» إلا فيما ندر، وقد عادت سيماؤه تتدفق طلاقة وهشاشة وملامحه تشير إلى الرصانة والثبات، وهي الصفات الخليقة بأهل السياسة، وليس هذا فقط، بل إنه أجاب دعوة الملك «جرج» والملكة «أولغا» إلى حضور الحفلات الشائقة التي أقيمت في القصر الملكي، فاستقبله الملك والملكة بحفاوة ولطف؛ لما علماه من حوادث أموره المحزنة، وهكذا أخذ جرح قلبه الصادق في الالتئام والالتحام رويدا رويدا دون أن يشعر بالأمر.
8
وقد خطر للبارون في آخر جولاته في اليونان أن يذهب لمشاهدة «الميتيور»
Météores
وهي أديار قائمة في أبهج وأجمل مواقع تسالية، وقد عرض هذا الخاطر على رفقائه فوقع لديهم أحسن موقع.
وبناء على ذلك فإنهم نحو منتصف شهر آذار شخصوا إلى البيرة، ومنها ركبوا سفينة أقلعت بهم مارة بطريق «فالير» ورأس «سونيوم».
Bilinmeyen sayfa