واللغة وَله تصانيف كَثِيرَة تنيف على اربعين مصنفا واجل مصنفاته اللامع الْمعلم العجاب الْجَامِع بَين الْمُحكم والعباب وَكَانَ تَمَامه فِي سِتِّينَ مجلدة ثمَّ لخصها فِي مجلدتين وسمى ذَلِك الملخص بالقاموس الْمُحِيط وَله تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم وَشرح البُخَارِيّ والمشارق وَكَانَ ﵀ لَا يدْخل بَلْدَة الا وأكرمه واليها وَكَانَ سريع الْحِفْظ وَكَانَ يَقُول لَا أَنَام الا واحفظ مِائَتي سطر وَكَانَ كثير الْعلم والاطلاع على المعارف العجيبة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ آيَة فِي الْحِفْظ والاطلاع والتصنيف ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بكارزين وَتُوفِّي قَاضِيا بزبيد من بِلَاد الْيمن لَيْلَة الْعشْرين من شَوَّال سنة سِتّ اَوْ سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَهُوَ ممتع بحواسه وَدفن بتربة الشَّيْخ اسمعيل الجبرتي وَهُوَ آخر من مَاتَ من الرؤساء الَّذين انْفَرد كل مِنْهُم بفن فاق فِيهِ اقرانه على رَأس الْقرن الثَّامِن وهم الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي ﵀ وَالشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَالشَّيْخ سراج الدّين بن الملقن فِي كَثْرَة التصانيف فِي فن الْفِقْه والْحَدِيث وَالشَّيْخ شمس الدّين الفناري فِي الِاطِّلَاع على كل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية والعربية وَالشَّيْخ ابو عبد الله بن عَرَفَة فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَفِي سَائِر الْعُلُوم بالمغرب وَالشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ فِي اللُّغَة رَحِمهم الله تَعَالَى رَحْمَة وَاسِعَة
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ شهَاب الدّين السيواسي ثمَّ الاياثلوغي
كَانَ ﵀ عبد لبَعض من اهالي سيواس فتعلم فِي صغره مباني الْعُلُوم ثمَّ قرا على عُلَمَاء عصره حَتَّى فاق أقرانه وبرع فِي كل الْعُلُوم ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشَّيْخ مُحَمَّد خَليفَة الشَّيْخ زين الدّين الحافي وَحصل عِنْده عُلُوم الصُّوفِيَّة ثمَّ ارتحل مَعَ شَيْخه الى بَلْدَة أياثلوغ وأكرمه الامير ابْن ايدين غَايَة الاكرام فتوطن هُنَاكَ وَمَات فِي حُدُود الثَّمَانِينَ من الْمِائَة الثَّامِنَة وَدفن بهَا وقبره مَشْهُور يزار ويتبرك بِهِ وَله تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم سَمَّاهُ بعيون التفاسير وَهُوَ الْمَشْهُور بَين النَّاس بتفسير شيخ وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة فِي طَريقَة الصُّوفِيَّة سَمَّاهَا رِسَالَة النجَاة فِي شرف الصِّفَات من تصفحها يشْهد لَهُ بِأَن لَهُ قدما راسخا فِي التصوف ورايت لَهُ رِسَالَة أُخْرَى فِي
1 / 22